في 6 أكتوبر 2013، وبعد أقل من شهرين من مذبحة رابعة العدوية، فتحت قوات الجيش والشرطة المصرية النار على المتظاهرين السلميين، فأوقعت ما بين 57 في تقديرات أولية وصولًا إلى 120 شهيدًا بين ميادين مصر في محافظاتها، حظيت القاهرة والجيزة بالعدد الأكبر.
وحصلت المجزرة في يوم تأريخي مرتبط بذكرى حرب أكتوبر المجيدة، مما وضع هذه الذكرى تحت علامات تنصيص جديدة، بعد أن ارتكب الجيش مجزرة دموية أضافها إلى سلسلة المذابح التي نفذها منذ انقلاب 3 يوليو 2013.
روّاد ميدان التحرير وميادين الدقي، والمهندسين، وشارع مصدق، شهدوا فضًا وشللاً أمنيًا استخدمت فيه الرصاص الحي، والقنابل المسيلة للدموع، والقوات الأمنية، بالإضافة إلى تسلل البلطجية بين المتظاهرين، مما أدى إلى إصابات وجرائم قتل مروعة.
تفاصيل مجزرة السادس من أكتوبر
خرجت مسيرات سلمية في محافظات القاهرة، الجيزة، المنيا، وبني سويف، تعبيرًا عن رفض الانقلاب العسكري، لكنها تعرضت لقمع دموي حيث استخدمت الشرطة والجيش الرصاص الحي والرشاشات الخفيفة والخارقة للدروع، مستهدفة الصدور والرؤوس، ما خلف أكثر من 53 شهيدًا وأكثر من 200 جريح.
شهادات حية من الصحفية منى عبد الله: "الجرحى كانوا ينزفون والدعم لم يصل إلا متأخرًا."
وشاهد عيان يقول: "كانت المصدات الأمنية تمنع سيارات الإسعاف من الوصول."
القمع الأمني
تعرض المعتقلون لانتهاكات مروعة داخل السجون لجهة التعذيب والحبس في ظروف غير إنسانية، حيث اعتقلت السلطات المئات في مداهمات عشوائية، وقامت بمحاكمات سياسية طالت المعتقلين لتخويف المجتمع المدني وإسكات الأصوات المعارضة.
شهادات المحامي محمد علي: "الاعتقالات كانت جماعية، والتعذيب شمل كل من اعتقلوا."
وشهادة أحد المعتقلين السابقين: "لم نكن نملك أدنى حقوق، والضرب كان يوميًا."
شهادات الأهالي والضحايا
هدى أحمد، أم شهيد: "لا أزال أعيش في ألم وحزن بعد وفاة ابني، وأطالب بالعدالة."
عائلة أحد الضحايا تقول: "ابننا لم يفعل إلا التعبير عن رفضه للانقلاب فكان الثمن حياته."
المصاب جمال: "فرحي كان الحلم بالحرية، والجرحاء نعاني حتى الآن."
المحاكمات السياسية
أصدرت المحاكم العسكرية أحكامًا جائرة على المعتقلين، تراوحت بين السجن المشدد والغرامات الكبيرة، بهدف سحق المعارضة وطمس صوتها السياسي.
شهادة المحامية سعاد مصطفى: "المحاكمات كانت عبارة عن تصوير ظالم للنظام."
وشهادة أحد المعتقلين: "لم نكن نطالب سوى بالحرية، لكننا لقينا السجن مدى الحياة."
تأثير المجزرة على المجتمع المدني
أثرت المذبحة تأثيراً مباشراً في تراجع الحراك المدني بسبب الخوف والرعب الذي زرعته الأجهزة الأمنية، على الرغم من بقاء الروح الثورية حيّة في العديد من النشطاء والمواطنين.
شهادة ناشط سياسي: "الخوف سيطر لفترة، لكن الثورة في القلوب لا تموت."
مواطن يقول: "قلقنا لم يمنعنا من مواصلة النضال."