كشفت مصادر مطلعة عن اختطاف جيش الاحتلال الإسرائيلي لمواطنين أميركيين هما تورليف ستومو وأدنان ستومو، أثناء تواجدهما على متن إحدى سفن أسطول الصمود المتجهة إلى غزة، وذلك بعد اعتراض البحرية الإسرائيلية للسفينة فجر الخميس. وأكد المصدر أنه كان على تواصل معهما قبل أن ينقطع الاتصال إثر اقتحام القوات الإسرائيلية للسفينة واقتيادهما إلى جهة مجهولة.
هذا الحادث أثار ردود فعل قوية في الولايات المتحدة، حيث طالب ثلاثة من أعضاء الكونغرس بولاية ماساتشوستس – وهما عضوا مجلس الشيوخ إليزابيث وارن وإدوارد ماركي، وعضو مجلس النواب ريتشارد نيل – بضرورة التدخل العاجل لحماية المواطنين الأميركيين المختطفين وضمان الإفراج عنهما فوراً.
وأصدر الأعضاء بياناً جاء فيه: "عندما يقرر مواطنو الولايات المتحدة تحمل المسؤولية الإنسانية ومحاولة إنقاذ شعب غزة من الحصار والإبادة الجماعية بطريقة قانونية وسلمية، فإن الجيش الإسرائيلي لا يملك أي حق في مهاجمتهم أو ترويعهم".
وبحسب ما علمت مصادر صحفية فإن ستة مواطنين أميركيين يشاركون في الأسطول بينهم خمسة متقاعدين من الجيش الأميركي وواحد لا يزال في الخدمة العسكرية ضمن الحرس الوطني بولاية نيفادا. وتشمل القائمة:
- فيل توتنهام وموراليس ريفيرار وجيسيكا كلوتفيلترو (خدموا سابقاً في سلاح مشاة البحرية).
- غريغ ستوكر وزوي غرينستيد (خدما سابقاً في الجيش الأميركي).
- ناجح عبد الجليل (يخدم حالياً في الحرس الوطني الأميركي في نيفادا).
احتجاجات في واشنطن
بالتزامن مع الواقعة، شهدت العاصمة الأميركية واشنطن وقفة احتجاجية أمام وزارة الخارجية نظمتها منظمات حقوقية وناشطون أميركيون طالبوا خلالها الإدارة الأميركية بتحمل مسؤوليتها في حماية مواطنيها المشاركين ضمن الأسطول.
وخلال الفعالية، أكدت جوزفين غيلبو، الجندية المتقاعدة من الجيش الأميركي التي خدمت 17 عاماً، أن "المحاربين القدامى الموجودين على متن الأسطول يتعرضون للخطر، والحكومة الأميركية لا تقوم بدورها لحمايتهم." وأضافت: "نقف هنا أمام وزارة الخارجية لنطالب بالتحرك الفوري، لأن حياة مواطنينا ليست ورقة مساومة سياسية."
المتظاهرون رفعوا لافتات مؤثرة تحمل صور أطفال من غزة قضوا جوعاً أو تحت القصف الإسرائيلي، وكتب عليها "إسرائيل فعلت هذا"، إلى جانب شعارات: "أوقفوا الإبادة الجماعية"، "اسمحوا بوصول المساعدات"، "لا لمعاقبة الفلسطينيين بالقنابل". كما وُضعت صناديق رمزية ملوّثة بالدماء ترمز إلى "مساعدات مغشوشة" تخدم الاحتلال بدلاً من إنقاذ الأرواح.
وردد المشاركون هتافات قوية من بينها:
"إسرائيل تقتل الأطفال والولايات المتحدة تدفع الثمن."، "ما يحدث في غزة إبادة جماعية."، "كم عدد الأطفال الذين قُتلوا اليوم؟"، "ماركو روبيو، نراك تدعم الإبادة."
انتقادات حقوقية وتصعيد من منظمات سلام
من جانبها، حذرت الناشطة الأميركية نورا من أن "تجويع الفلسطينيين جريمة ضد الإنسانية وتناقض مع القانون الدولي"، مطالبة واشنطن بالوفاء بوعودها تجاه مواطنيها الذين يخوضون تجربة سلمية لكسر الحصار المفروض على غزة.
أما منظمة كود بينك الأميركية المناهضة للحروب، فأكدت أن اثنين من ناشطيها كانا على متن السفينة التي اعترضتها البحرية الإسرائيلية، مشيرة إلى أن قوات الاحتلال صعدت على متنها وعطلت كاميراتها في محاولة لإخفاء ما يجري. المنظمة شددت على أنها تعمل حالياً على ضمان سلامة جميع المشاركين ومحاسبة الاحتلال على انتهاكاته.