تواجه حركة حماس في غزة تحدياً كبيراً في ظل خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي تُلزمها بإطلاق سراح جميع الرهائن الفلسطينيين والإسرائيليين خلال 72 ساعة وتسليم جثث القتلى. وعلى الرغم من هذه الضغوطات، تؤكد حماس تمسكها بموقفها الصلب، مطالبة بالمزيد من الوقت ومراجعة بنود الخطة التي تراها مجحفة وغير واضحة التنفيذ، في ظل استمرار التصعيد الإسرائيلي والهجمات المستمرة على قطاع غزة، بينما تخذل الحكومات العربية موقف المقاومة الفلسطينية.
حماس تواجه ضغوطات خطة ترامب... لكنها تثبت صلابة وشموخ الموقف
أكدت حركة حماس، خلال مشاورات الدوحة مع الوسطاء، أن إطلاق سراح جميع المحتجزين الأحياء وتسليم جثث القتلى للجانب الإسرائيلي خلال 72 ساعة "ضربة صعبة"، حسب نص الخطة الأميركية التي وضعها الرئيس ترامب. أوضحت الحركة أنها تحتاج إلى وقت اطول لمراجعة البنود العشرين التي تتضمنها الخطة، مع تحفظات على بعض موادها مثل بند نزع السلاح. كما طالبت بضمانات واضحة تضمن التزام إسرائيل بوقف القتال، وجداول زمنية محددة لانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، معتبرة أن ربط تسليم الأسرى بجداول الانسحاب هو أمر أساسي لتفادي أي نكث للاتفاق.
تحجيمٌ لموقف حماس في الخطة الأميركية يُظهر رغبة واشنطن في تفكيك المقاومة الفلسطينية عبر إجبارها على التخلي عن سلاحها، لكن المقاومة تصر على الثبات والتأني نظراً لتعقيدات الميدان. وتعاني حماس من صعوبة التواصل مع الجماعات التي تحتجز الرهائن بسبب كثافة العمليات القتالية الإسرائيلية، وتفتقر لمعلومات دقيقة عن مواقع هؤلاء الأسرى وحالتهم الصحية، مما يزيد من صعوبة تنفيذ الشروط بسرعة.
مآسٍ بشرية متواصلة في غزة وسط تصعيد إسرائيلي لا يرحم
يستمر القصف الإسرائيلي العنيف على قطاع غزة، ما تسبب في مقتل 75 شخصاً وإصابة العشرات بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، مع نزوح آلاف السكان من مناطقهم. استهدفت الطائرات الإسرائيلية نازحين في منطقة المواصي جنوب القطاع ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، إلى جانب قصف مدفعي مستمر في مناطق أخرى، ما يعكس نهجاً عدوانياً ممنهجاً.
إجمالاً، تقدر الحصيلة البشرية لرد الجيش الإسرائيلي على هجوم أكتوبر 2023، بقتل أكثر من 66 ألف فلسطيني غالبيتهم من المدنيين، مقابل 1219 إسرائيلية معظمهم مدنيون حسب الأرقام الرسمية. في خضم هذه المأساة، تتمسك حماس بحقها في الدفاع والمقاومة، مشددة على أن الشعوب الحرة حول العالم لا تترك هذا الظلم يتواصل.
تخاذل الحكام العرب يضعف موقف الأمة ويدعم الاحتلال
على الرغم من مأساة غزة والدمار والقتل المستمر، يقف كثير من الحكام العرب موقف المتفرج، غائبين عن تحمل مسؤولياتهم تجاه دعم شعب فلسطين. صمتهم وتخاذلهم يضعف الموقف العربي الرسمي ويعطي إسرائيل غطاءً سياسياً لارتكاب جرائمها.
مواقف بعض الفصائل الفلسطينية التي تعبر عن تحفظات على البنود الأميركية تؤكد الحاجة إلى ضمانات أوسع وتحركات عربية داعمة، لكن ذلك لا يتحقق إلا بالقليل من الفعاليات الرسمية العربية، في مشهد مُخجل يثير الأسى وسط هذا المأزق الكبير.
وأخيرا فإن حركة حماس ستظل رمزاً لصمود الأمة وخيارها الأبرز في إسناد قضية فلسطين ودحر الاحتلال. رغم محاولات واشنطن وإسرائيل فرض شروط مذلة، وإذلال الكفاح الفلسطيني، فإن إرادة المقاومة الفلسطينية متجذرة في قلب شعبها، لا تقهرها التهديدات أو المؤامرات. وفي ظل صمت الحكام العرب، تبقى المقاومة هي الصوت القوي الذي يعكس كرامة الحرية والعزة لشعب فلسطين الصامد على أرضه.