شهدت الساحة الدولية، اليوم الخميس، تفاعلات دبلوماسية متسارعة عقب قيام بحرية الاحتلال الإسرائيلي باعتراض واحتجاز عشرات السفن والقوارب المشاركة في "أسطول الصمود" المتجه نحو غزة، والذي يضم مئات النشطاء والمتضامنين من أكثر من أربعين دولة، في خطوة أثارت إدانات واسعة النطاق ومطالبات بضرورة احترام القانون الدولي وحقوق المشاركين.

في مدريد، أعلنت وزارة الخارجية الإسبانية استدعاء القائمة بأعمال السفارة الإسرائيلية احتجاجًا على احتجاز مواطنين إسبان كانوا على متن الأسطول. وأكدت الوزارة أنها تتابع التطورات عن كثب، وأن بعثاتها القنصلية في المنطقة وضعت في حالة استنفار كامل لمتابعة أوضاع رعاياها.

وفي السياق ذاته، دانت وزارة الخارجية البرازيلية اعتراض الأسطول، مؤكدة أن بين المشاركين النائبة لويزيان برازيليا إلى جانب 15 مواطنًا برازيليًا آخرين. وأشارت إلى أنها أبلغت الحكومة الإسرائيلية قلقها العميق على سلامة مواطنيها، معتبرة أن التدخل العسكري الإسرائيلي يشكل انتهاكًا صارخًا لحقوق النشطاء السلميين.

أما الخارجية الفرنسية فقد أصدرت بيانًا طالبت فيه إسرائيل بضمان أمن وسلامة المشاركين، وتقديم الحماية القنصلية لهم، بينما شددت الخارجية السويسرية على أن أي تدخل عسكري يجب أن يلتزم بمبدأي "الضرورة والتناسب"، مؤكدة أن سلامة الركاب على متن الأسطول أولوية لا تقبل المساومة.

من جانبها، وصفت تركيا ما جرى بأنه "هجوم إرهابي" ارتكبته البحرية الإسرائيلية، مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لوقف الانتهاكات بحق النشطاء. وفي بروكسل، طالبت الخارجية البلجيكية إسرائيل باحترام القانون الدولي والبحري وضمان سلامة السفن وركابها، فيما اعتبرت الخارجية الأيرلندية اعتراض الأسطول "مثيرًا للقلق"، داعية إلى الالتزام بالقانون الدولي واحترام حقوق المتضامنين.

كما دخلت أستراليا على خط الأزمة، حيث حثت وزارتها الخارجية جميع الأطراف على احترام القانون الدولي وضمان معاملة إنسانية لكافة المشاركين، في حين أعربت الخارجية البريطانية عن قلقها العميق إزاء الخطوة الإسرائيلية، مؤكدة أنها على تواصل دائم مع عائلات المواطنين البريطانيين الذين كانوا ضمن الأسطول.

في المقابل، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي تمكن من السيطرة على أكثر من 40 سفينة وقارب من أصل 45 كانت ضمن الأسطول، مشيرة إلى أن مئات النشطاء تم اقتيادهم إلى ميناء أسدود تمهيدًا لترحيلهم من إسرائيل. وأضافت الهيئة أن قوات البحرية الإسرائيلية تواصل عمليات التمشيط في عرض البحر لمنع أي محاولة للاقتراب من سواحل غزة المحاصرة.

يُذكر أن "أسطول الصمود" كان قد انطلق نهاية أغسطس الماضي من السواحل الإسبانية، حاملاً على متنه مئات المتضامنين من مختلف الجنسيات، في مسعى رمزي وإنساني لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 18 عامًا، وتقديم المساعدات الطبية والإنسانية للسكان.