تتكرر أزمات التعليم في القرى المصرية بصورة صارخة، وهذه المرة جاءت الشكاوى من أولياء أمور طلاب مدرسة الشهيد جندي مجند مصطفى عبد الحميد بقرية تونة الجبل، مركز ملوي بمحافظة المنيا، حيث يشهد العام الدراسي الجديد حالة من العجز الشديد في عدد المدرسين. النتيجة: تلاميذ يقضون ساعات اليوم الدراسي في الفناء بلا شرح ولا حصص، وأهالٍ يطلقون صرخات استغاثة للمسئولين.
 

عجز صارخ يضرب المدرسة
بحسب شكاوى الأهالي، تعاني المدرسة من نقص واضح في الكوادر التدريسية، حيث لا يتجاوز عدد المعلمين المتواجدين نسبة محدودة جدًا مقارنة بعدد الفصول. ووفق شهادات أولياء الأمور، فإن اليوم الدراسي يمر دون تدريس فعلي، إذ يقضي التلاميذ ساعات طويلة في فناء المدرسة، في انتظار معلم قد لا يأتي.
يقول أحد أولياء الأمور: "أولادنا بيروحوا المدرسة ويرجعوا زي ما دخلوا، ما فيش تعليم، بس لعب في الحوش طول اليوم."
 

غضب الأهالي: "أبناؤنا بلا مستقبل"
الأزمة أثارت غضبًا واسعًا بين الأهالي الذين يرون أن مستقبل أبنائهم أصبح على المحك. في ظل غياب الحصص، تراجع مستوى الطلاب، وأصبح الاعتماد الوحيد على الدروس الخصوصية لمن يستطيع دفع تكاليفها.
تقول إحدى الأمهات: "إحنا ناس غلابة، وولادنا ملهمش غير المدرسة، لا قادرين ندفع دروس ولا نتعلمهم في البيت. يرضي مين ده؟"
وتضيف أخرى: "إزاي وزارة التعليم تقول إن فيه تطوير، والعيال قاعدين طول اليوم في الحوش؟"
 

تناقض مع التصريحات الرسمية
في الوقت الذي تتفاخر فيه الحكومة بتطوير العملية التعليمية وبناء مدارس جديدة وتعيين معلمين جدد، تكشف مدرسة تونة الجبل عن واقع مغاير تمامًا. فالعجز في المدرسين ليس أزمة فردية، بل ظاهرة متكررة في مدارس القرى والمراكز، حيث تُترك المدارس تعاني نقص الكوادر دون تدخل حقيقي.
 

مطالب عاجلة
يطالب أولياء الأمور بضرورة التدخل الفوري من وزارة التربية والتعليم ومديرية التعليم بالمنيا لسد العجز في هيئة التدريس، وتوزيع المعلمين بشكل عادل على المدارس، حتى لا يُحرم الطلاب من حقهم الأساسي في التعليم.
يقول أحد الأهالي غاضبًا: "عايزين المسئولين ييجوا يشوفوا العيال قاعدة من غير تعليم، مش يطلعوا يقولوا إن المدارس كلها تمام."
 

وتجسد أزمة مدرسة "مصطفى عبد الحميد" في تونة الجبل مأساة التعليم في مصر: تصريحات رسمية عن تطوير وهمي، وواقع مؤلم يعيشه آلاف الطلاب يوميًا. وبينما يقضي التلاميذ يومهم في الفناء بلا معلم، يبقى السؤال: متى تتحرك الوزارة لإنقاذ ما تبقى من حق هؤلاء الأطفال في التعلم؟