كشف رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، عن تفاصيل ما وصفه بمحاولة إسرائيلية لتنفيذ "عملية بيجر" داخل الأراضي الإيرانية، شبيهة بالعملية التي شهدها لبنان وأدت إلى خسائر فادحة في صفوف حزب الله.
قاليباف أوضح في مقابلة تلفزيونية أن إسرائيل سعت إلى اختراق الأنظمة الإلكترونية المرتبطة بالصواريخ الإيرانية، عبر الوصول إلى شرائح ومعدات حساسة، بهدف تعطيل منظومة الردع الصاروخية الإيرانية. لكنه شدد على أن السلطات الإيرانية تمكنت من كشف هذه الاختراقات في مراحل مبكرة، وإفشال المخطط الذي قال إنه "كان على مستوى عالٍ من الدقة والتخطيط العسكري والاستخباري".
وأضاف أن الطاقم الإسرائيلي اعتمد على تقنيات فضائية متطورة لتحديد مواقع الصواريخ الإيرانية بدقة كبيرة، في محاولة لتكرار سيناريو "البيجر"، العملية التي هزّت حزب الله في لبنان وتسببت – وفق قاليباف – في "زلزال أمني وتكنولوجي" أسفر عن مقتل العشرات من مقاتلي الحزب وإصابة أكثر من ثلاثة آلاف آخرين بجروح متفاوتة، إضافة إلى إصابة السفير الإيراني في بيروت، مجتبى أماني، بجروح بليغة أفقدته إحدى عينيه وعدداً من أصابع يده.
إيران وحزب الله: تحالف يتجاوز الحدود
أكد قاليباف في تصريحاته أن بلاده ماضية في دعم حزب الله اللبناني، واصفاً تزويد الحزب بالصواريخ بأنه "ليس مستحيلاً"، معتبراً أن دعم الفصائل الحليفة في المنطقة يدخل في صميم حماية الأمن القومي الإيراني. ولم يتردد في القول: "لو كنت قائداً في حزب الله لشننت حرباً على إسرائيل داخل عمق 100 إلى 200 كيلومتر"، في إشارة إلى ما يصفه مسؤولون إيرانيون بـ"خيارات الردع المفتوحة".
كما شدد على أن اغتيال قادة بارزين في الحزب لم ينجح في إضعافه أو تفكيك بنيته التنظيمية والعسكرية، مؤكداً أن الحزب ما زال "قوة فاعلة ومتماسكة في وجه إسرائيل".
طوفان الأقصى: قرار فلسطيني مستقل
وعلى صعيد آخر، تطرق قاليباف إلى عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها حركة حماس في السابع من أكتوبر، مؤكداً أن العملية جرت بقرار فلسطيني مستقل من قيادة الحركة، من دون تدخل مباشر من إيران أو حزب الله، وذلك رداً على الاتهامات الإسرائيلية المتكررة حول دور طهران في التخطيط أو التنفيذ.
صراع الصواريخ والحرب غير المعلنة
وفي سياق استعراضه للقدرات العسكرية الإيرانية، اعتبر قاليباف أن الادعاءات الإسرائيلية بشأن القدرة على تدمير منصات الصواريخ الإيرانية "مبالغ فيها"، لافتاً إلى أن التجارب الأخيرة أثبتت قدرة بلاده على تطوير آليات التحكم والدقة في الصواريخ رغم بعض الإخفاقات السابقة. وقال: "40 إلى 50 بالمئة من صواريخنا لم تصب أهدافها في العمليات الماضية، لكن عمليات الإطلاق الأخيرة أظهرت مستوى عالياً من السيطرة والتوجيه".