ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن السلطات الإيطالية منعت فريق دراجات إسرائيلي من المشاركة في سباق دولي كان مقرراً إقامته في البلاد، وذلك بدواعٍ أمنية لم يُكشف عن تفاصيلها. وقد أثار القرار استياء الفريق الرياضي، لكنه في الوقت ذاته أعاد إلى الواجهة قضية المقاطعة الرياضية والثقافية التي تواجهها إسرائيل في العديد من الدول. فالمنع الإيطالي لم يكن حادثة معزولة، بل جزء من سلسلة طويلة من الطرد والرفض الذي يلاحق الوفود الإسرائيلية في الساحات الرياضية والفنية والأكاديمية، على خلفية ممارساتها بحق الشعب الفلسطيني.
 

إيطاليا تمنع الفريق: الأمن في الواجهة والسياسة في الخلفية
السلطات الإيطالية أوضحت أن أسباب المنع مرتبطة بمخاوف أمنية، لكن مراقبين ربطوا القرار بموجة التضامن الشعبي في أوروبا مع الفلسطينيين، خاصة مع تصاعد الدعوات إلى مقاطعة إسرائيل في الفعاليات الدولية. فقد شهدت مدن إيطالية خلال الأشهر الأخيرة مسيرات واسعة تندد بالعدوان على غزة، ما جعل مشاركة فريق إسرائيلي في حدث رياضي جماهيري مثار توتر محتمل. لذا، بدا القرار أقرب إلى خطوة وقائية سياسية، تستجيب لمزاج الشارع الإيطالي أكثر من كونه احترازاً أمنياً صرفاً.
 

وقائع سابقة: المقاطعة تتكرر في أكثر من ساحة
الحادثة الإيطالية ليست الأولى من نوعها، بل تضاف إلى سجل طويل من المقاطعات:

  • مونديال الشباب بإندونيسيا (2023): ألغى "الفيفا" استضافة إندونيسيا للبطولة بعد رفضها مشاركة المنتخب الإسرائيلي، استجابة لمطالب شعبية واسعة.
  • كرة القدم في المغرب وجنوب أفريقيا: ألغيت مباريات ودية كان مقرراً أن يشارك فيها فرق إسرائيلية بعد احتجاجات جماهيرية ورفض نقابات رياضية.
  • الملاعب الأوروبية: شهدت إيرلندا وإسبانيا تظاهرات ضخمة ضد استضافة فرق إسرائيلية في بطولات الأندية الأوروبية، حيث رفعت لافتات "لا للفرق الصهيونية".


انعكاسات المقاطعة على الرياضة الإسرائيلية
هذه الموجة من الطرد والمقاطعة تضع الرياضة الإسرائيلية أمام أزمة متصاعدة. فمن ناحية، تحرم اللاعبين من المنافسة في بطولات كبرى، وتؤثر على فرص تطوير مهاراتهم واحتكاكهم الدولي. ومن ناحية أخرى، تضع الاتحاد الرياضي الإسرائيلي في موقف دفاعي دائم، إذ يجد نفسه يواجه عزلة متنامية حتى في بلدان أوروبية كان يعتبرها "صديقة". كما أن هذه الأحداث تضعف من صورة إسرائيل العالمية وتزيد من ربطها بالاحتلال والتمييز بدلاً من الإنجاز الرياضي.
 

المقاطعة كأداة ضغط سياسي
لم تعد الرياضة بمنأى عن السياسة، بل تحولت إلى ساحة ضغط على إسرائيل. حملات المقاطعة مثل (BDS) تعمل على استغلال كل حدث دولي لفضح ممارسات الاحتلال، وإبراز أن إسرائيل لا ينبغي أن تعامل كدولة طبيعية وهي مستمرة في سياساتها العدوانية. ومن هذا المنطلق، فإن منع فريق الدراجات في إيطاليا ليس سوى حلقة جديدة في سلسلة ضغوط شعبية ودبلوماسية تهدف إلى عزل إسرائيل، وإرسال رسالة واضحة بأن الاحتلال له ثمن حتى خارج حدود السياسة التقليدية.

وفي ضوء ما سبق فإن منع السلطات الإيطالية لفريق دراجات إسرائيلي من المشاركة في سباق دولي يرسخ حقيقة أن المقاطعة باتت أداة فاعلة على الساحة العالمية. الأمثلة المتكررة من إندونيسيا إلى أوروبا، تثبت أن الرفض الشعبي لإسرائيل يتجاوز حدود السياسة ليصل إلى الرياضة والفن والثقافة.