أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن 20 مستشفى في محافظتي غزة والشمال خرجت قسراً عن الخدمة جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل، فيما لا تزال ثمانية مستشفيات أخرى تعمل بشكل جزئي وتحت تهديد مباشر، ما يضع المنظومة الصحية برمتها أمام خطر الانهيار الكامل.

مستشفيات أُخرجت عن الخدمة
وأوضحت الوزارة في بيان رسمي عبر قناتها على "تيليجرام" أن المستشفيات التي توقفت عن العمل شملت: الرنتيسي، العيون، كمال عدوان، الإندونيسي، بيت حانون، الدرة، حيفا، اليمن السعيد، الصداقة التركي، الطب النفسي، العودة – جباليا، حمد للتأهيل، الكرامة، سان جون، مسلم التخصصي، العيون التخصصي، مهدي للولادة، الحياة، المستشفى الميداني الأردني – غزة، ومستشفى القدس – غزة.

أما المرافق الطبية التي لا تزال تعمل جزئياً تحت الخطر فهي: مجمع الشفاء الطبي، مستشفى أصدقاء المريض، مستشفى الخدمة العامة، مستشفى مجمع الصحابة، المستشفى الأهلي العربي، مستشفى الوفاء للتأهيل، مستشفى الحلو، ومستشفى الهلال الأحمر الميداني – السرايا.
 

قلق حقوقي وتحذيرات من الإبادة
مركز غزة لحقوق الإنسان أعرب عن قلق بالغ من التصعيد الإسرائيلي الممنهج ضد المستشفيات والمرافق الصحية في المدينة، مشيراً إلى أن الهجمات المتكررة باتت تشكل "نمطاً ثابتاً" يهدف إلى تفكيك النظام الصحي ومنع أي قدرة على إنقاذ الأرواح.

وأكد المركز أن مستشفى القدس التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في حي تل الهوى يواجه حصاراً مشدداً بفعل تمركز قوات الاحتلال في محيطه، ما يحول دون دخول المرضى أو خروجهم، ويضاعف المخاطر على حياة الطواقم الطبية.

وأشار المركز الحقوقي إلى أن الاحتلال يتعمد شلّ المرافق الصحية من خلال القصف المباشر، الحصار، ومنع الوصول الآمن للمرضى، وهو ما أدى إلى عجز آلاف الجرحى عن تلقي العلاج في المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل جزئياً مثل مجمع الشفاء الطبي والمستشفى المعمداني.
 

أزمات وقود ودم تنذر بكارثة
إلى جانب الحصار والهجمات، يعاني القطاع الصحي من نقص حاد في وحدات الدم ومشتقاته، فضلاً عن نفاد الوقود اللازم لتشغيل المولدات، وهو ما يهدد بتوقف الأقسام الحيوية خلال أيام معدودة. هذه الأوضاع تعني أن آلاف المرضى، بمن فيهم أصحاب الأمراض المزمنة والأطفال والخدج، معرضون لخطر الموت الوشيك.
 

جريمة حرب مكتملة الأركان
المركز الحقوقي شدد على أن القانون الدولي الإنساني يمنح المرافق الطبية والطواقم العاملة فيها حماية خاصة، وأي استهداف متعمد لها يُعد جريمة حرب مكتملة الأركان. وأكد أن ما يجري في غزة يمثل سياسة منهجية للإبادة الجماعية، عبر حرمان السكان من الملاذ الأخير الذي تمثله المستشفيات، ودفع مئات الآلاف منهم قسراً نحو التهجير.
 

دعوات للمجتمع الدولي
وطالب مركز غزة لحقوق الإنسان المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، والتدخل الفوري لوقف الهجمات الإسرائيلية على المرافق الصحية، وضمان وصول آمن للمرضى والجرحى، مع العمل على مساءلة إسرائيل عن انتهاكاتها الخطيرة بحق النظام الصحي والسكان المدنيين في قطاع غزة.

وبينما يترنح القطاع الصحي تحت نيران القصف والحصار، تبدو غزة أمام كارثة إنسانية وشيكة، قد تُسجل كواحدة من أبشع الجرائم الصحية في التاريخ الحديث، في ظل صمت دولي يفاقم معاناة أكثر من مليوني إنسان يواجهون الموت بلا دواء أو مأوى.