تتجه الأنظار في واشنطن إلى اجتماع حاسم يعقده الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع أربعة من أبرز قادة الكونغرس يوم الاثنين في البيت الأبيض، في وقت يقترب فيه الموعد النهائي لتمويل الحكومة الفيدرالية، وسط مخاوف متزايدة من إغلاق حكومي شامل قد يكون الأوسع والأكثر تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة.
إغلاق يلوح في الأفق
تنتهي السنة المالية الأميركية مع نهاية سبتمبر، وفي حال فشل الكونغرس في تمرير قوانين الإنفاق الاثني عشر، فإن أنشطة معظم الوكالات الفيدرالية ستتوقف.
الإغلاق الحكومي ليس أمرًا جديدًا في التاريخ الأميركي، لكن هذه المرة يختلف المشهد لسببين:
- لم يتم إقرار أيٍّ من قوانين الإنفاق حتى الآن.
- تهديد ترامب بفصل دائم للموظفين غير الأساسيين، في خطوة غير مسبوقة تهدد الاستقرار الوظيفي لمئات الآلاف.
دور ترامب وتصعيده
في سابقة لافتة، ربط ترامب استمرار عمل الحكومة بتمرير خططه المالية كاملة، محذرًا من أنه لن يكتفي بإيقاف الموظفين عن العمل بشكل مؤقت كما في الأزمات السابقة، بل سيدفع نحو فصل دائم لغير الأساسيين. هذا التهديد وضع المؤسسات في حالة ارتباك، وأثار قلق النقابات والموظفين الذين يخشون من أن يتحول الضغط السياسي إلى كارثة مهنية تهدد مستقبل عشرات الآلاف.
ترامب دعا إلى اجتماع حاسم في البيت الأبيض يضم كبار قادة الكونغرس الأربعة: رئيس مجلس النواب مايك جونسون، زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ جون ثون، زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب حكيم جيفريز، وزعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر. الاجتماع المرتقب يأتي قبل يوم واحد فقط من الموعد النهائي لتمويل الحكومة، ما يضع الجميع أمام اختبار سياسي بالغ الصعوبة.
لقاء البيت الأبيض.. اختبار التوافق
الاجتماع المرتقب سيضم رئيس مجلس النواب مايك جونسون، زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ جون ثون، زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب حكيم جيفريز، وزعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر.
ويُنظر إلى اللقاء على أنه آخر فرصة لتفادي الإغلاق، حيث يسعى ترامب إلى فرض أجندته المالية، بينما يصر الديمقراطيون على تعديل الأولويات بما يضمن استمرار تمويل البرامج الاجتماعية والخدمات الحيوية.
الموظفون في مواجهة المجهول
في الإغلاقات السابقة، جرى إيقاف ما يقارب 40% من الموظفين الفيدراليين مؤقتًا عن العمل، بينما استمر الباقون كموظفين أساسيين دون رواتب حتى انتهاء الأزمة.
لكن هذه المرة، ومع تهديد ترامب بالفصل، تبدو المخاطر أكبر، إذ يخشى موظفو قطاعات حساسة مثل الطيران وأمن المطارات من أن يؤدي غياب الرواتب أو فقدان الوظائف إلى شلل إداري وفوضى في حركة السفر.
تأثيرات اقتصادية واسعة
الإغلاق المحتمل سيعطل إصدار بيانات اقتصادية رئيسية مثل تقرير الوظائف وتقرير التضخم، ما سيضعف قدرة الاحتياطي الفيدرالي على اتخاذ قرارات دقيقة بشأن أسعار الفائدة. كما أن مصلحة الضرائب ستتوقف عن الرد على استفسارات المواطنين، فيما ستبقى الخصومات ومواعيد الدفع سارية، ما يزيد الضغط على دافعي الضرائب.
أما الأسواق المالية، فقد تواجه اضطرابًا إضافيًا مع توقف هيئة الأوراق المالية والبورصات عن مراجعة تسجيلات الشركات، وتعليق لجنة الاستثمار الأجنبي البت في صفقات كبرى.
أبعاد سياسية
إدارة ترامب تراهن على استخدام الإغلاق كورقة ضغط لانتزاع تنازلات من الكونغرس، فيما يحذر الديمقراطيون من أن تحميل الموظفين والاقتصاد الوطني كلفة هذا الصراع السياسي قد يقود إلى تداعيات طويلة الأمد.
ويرى مراقبون أن الاجتماع المرتقب يوم الاثنين ليس مجرد نقاش مالي، بل اختبار حقيقي لعلاقة الرئيس بالكونغرس، وقياس لقدرة النظام السياسي الأميركي على تجنب الشلل في واحدة من أكثر اللحظات حساسية.
الخلاصة أن أمام ترامب وقادة الكونغرس ساعات معدودة لاتخاذ قرار حاسم: إما التوصل إلى تسوية تضمن استمرار تمويل الحكومة، أو الدخول في إغلاق حكومي شامل سيترك أثرًا عميقًا على الموظفين، الاقتصاد، وثقة العالم بأكبر اقتصاد عالمي.