قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، في تصريحات أدلى بها خلال لقاء صحفي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، إن هناك "حركة دبلوماسية مكثفة تجري خلف الكواليس بشأن غزة، قد لا يراها معظم الرأي العام"، مشيرًا إلى أن جهودًا مهمة تقودها عدة أطراف إقليمية ودولية تركز على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار ومعالجة جذور الأزمة.

وأوضح فيدان أنّ الاجتماع الأخير للرئيس الأميركي دونالد ترامب مع قادة دول مسلمة "كان غاية في الأهمية"، حيث ناقش مسودة اتفاق يجري العمل عليها بهدوء، مؤكّدًا أن الأمر لن يتوقف عند مجرد وقف إطلاق النار، بل سيشمل أيضًا "معالجة الظروف التي تسمح بتكرار المجازر ضد الفلسطينيين".

وأضاف الوزير التركي: "ما أعنيه بذلك هو قيام دولة فلسطينية حقيقية، قادرة على ممارسة سيادتها واستقلالها الإداري والمالي"، مشددًا على أنّ الاعترافات المتزايدة بالدولة الفلسطينية من قبل دول كبرى مثل فرنسا وبريطانيا وأستراليا وكندا "لم تأتِ من فراغ، وإنما بفعل ضغوط الرأي العام العالمي، والدبلوماسية التي قدناها مع دول المنطقة".

وفي الوقت نفسه، أعرب فيدان عن أسفه لتأخر هذه الخطوة، قائلاً: "كان من المفترض أن يكون الاعتراف بفلسطين قبل وقوع الإبادة وقبل أن يُترك مليونا إنسان في غزة لمصير التجويع والحصار. لكن هذه طبيعة البشر، لا نتحرك إلا بعد المآسي".

وبحسب وزير الخارجية التركي، فإن الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية "مهمة لكنها غير كافية"، مشددًا على أن المطلوب هو "بناء دولة فلسطينية حقيقية تتمتع بمؤسسات مستقلة وتدير شؤونها بنفسها"، وهو ما يتطلب قبل أي شيء "وقف الحرب على غزة".

ونفى فيدان ما تردد حول وجود "خطة توني بلير" لإدارة غزة، قائلاً: "لا يوجد شيء بهذا الاسم ولم تتم مناقشة أي خطط من هذا النوع على الإطلاق"، موضحًا أنّ دور بلير "قد يكون تنظيميًا في ملف المساعدات لا أكثر، أما إدارة غزة فيجب أن تبقى بيد الفلسطينيين أنفسهم".

واختتم فيدان تصريحاته بالتأكيد على أنّ تركيا ستواصل العمل مع شركائها الإقليميين والدوليين لإرساء وقف دائم للحرب، وبناء مسار سياسي جديد يضمن للفلسطينيين حقوقهم المشروعة، ويحول دون تكرار المآسي الإنسانية التي شهدها قطاع غزة خلال الأشهر الأخيرة.