شهدت المنطقة خطوة استراتيجية بارزة بإعلان توقيع المملكة العربية السعودية وباكستان اتفاقية دفاع مشترك في سبتمبر 2025، وهي خطوة تعكس إعادة ترتيب التحالفات الإقليمية بشكل ملموس.
القلق السعودي من التطورات النووية الإيرانية كان الدافع الرئيس وراء الاتفاقية، حيث تسعى الرياض إلى تأمين نفسها وضمان توازن القوى في الخليج والشرق الأوسط.
الكاتب الصحفي أنور الهواري وصف الاتفاقية بأنها "جزء من ترتيب التوازنات الجديدة في الشرق الأوسط، حيث السعودية لها خميرة وهابية متجذرة داخل المجتمع الباكستاني، وأمريكا لها خميرة استراتيجية معتبرة داخل الجيش الباكستاني، والدول الثلاث على شكوك من احتمال النووي الإيراني".
هذه الكلمات تلخص الخوف السعودي من تحول إيران إلى قوة نووية محتملة، وتبرز دور باكستان كحليف نووي إسلامي موثوق.
خلفية التحالفات السعودية–الباكستانية
باكستان هي الدولة الإسلامية الوحيدة التي تمتلك ترسانة نووية يقدر عدد رؤوسها بحوالي 170 رأسًا نوويًا، مع خطط لزيادة العدد إلى 200 رأس بحلول نهاية العقد الحالي .
المملكة العربية السعودية أقامت شراكة عسكرية مع باكستان لعقود، شملت تدريب آلاف العسكريين وشراء معدات دفاعية استراتيجية.
الاتفاقية الجديدة تهدف إلى توفير قدرات ردع متعددة الطبقات لمواجهة أي تهديد محتمل من إيران، وخلق توازن إقليمي جديد يعزز أمن الخليج وآسيا.
التهديد الإيراني والخوف السعودي
إيران طورت برنامجها النووي بسرعة، حيث يُقدر أن لديها القدرة على إنتاج ما يكفي من اليورانيوم المخصب لصنع 5–6 قنابل نووية في أقل من أسبوعين
الخوف السعودي من هذا التهديد هو ما دفع الرياض لتوسيع تحالفاتها مع حلفاء نوويين مثل باكستان.
الدكتور سعيد العطار، خبير أمني، أكد أن "السعودية تتصرف بحذر شديد، لأن أي تقدم نووي إيراني قد يغير المعادلات الاستراتيجية في الخليج بالكامل"، ما يعكس جدية الرياض في التعامل مع الملف النووي الإيراني.
الآثار على السياسة الأمريكية والتحالفات الإقليمية
التحالف السعودي–الباكستاني يظهر رغبة المملكة في الاستقلال الاستراتيجي عن النفوذ الأمريكي التقليدي.
الولايات المتحدة تعتبر الاتفاقية خطوة لتعزيز الأمن الإقليمي، لكنها في الوقت نفسه قد تقلق من تحول السعودية إلى مسار مستقل عن واشنطن.
أنور الهواري يشير إلى أن "ما يجري هو استحضار باكستان ضمن ترتيب التوازنات الجديدة في الشرق الأوسط الوارد أن تصبح فيه إيران نووية"، مؤكداً أن هذه الخطوة جزء من إعادة رسم خريطة التحالفات الإقليمية.
آراء الخبراء السياسيين حول التحالف الاستراتيجي
الدكتور عبد الرحمن الحاج، خبير الشؤون الاستراتيجية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة: "الاتفاقية السعودية–الباكستانية تعكس رغبة الرياض في تحصين نفسها ضد تهديد إيراني محتمل، وتوجيه رسالة ردع للمنطقة".
الدكتور خالد عليوي، مستشار سابق بوزارة الدفاع الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط: "باكستان تمثل عنصر استقرار نووي إسلامي يمكن أن يساعد السعودية في موازنة النفوذ الإيراني، لكن أي تصعيد سيكون له انعكاسات كبيرة على الخليج".
الدكتورة ليلى عمران، محللة شؤون الشرق الأوسط بمركز الدراسات الدولية: "التعاون السعودي–الباكستاني يعكس قلقًا متزايدًا من البرنامج النووي الإيراني، ويعيد ترتيب التحالفات في آسيا والشرق الأوسط، بما في ذلك علاقة الرياض بواشنطن".
التحديات المستقبلية والتوقعات
مع استمرار التوترات النووية في المنطقة، يُتوقع أن تشهد السنوات القادمة تحولات أكبر في التحالفات الإقليمية.
التحالف السعودي–الباكستاني قد يفتح الباب لتشكيل محاور جديدة، ويزيد الدور الباكستاني في التوازنات الاستراتيجية، ما قد يعقد الحسابات الأمريكية والإسرائيلية.
إدارة هذه التحالفات بشكل دقيق سيكون حاسمًا لضمان ألا تتحول إلى صراعات مباشرة أو وكيلة بين الدول الإقليمية.
وختاما فالاتفاقية الدفاعية السعودية–الباكستانية تمثل خطوة استراتيجية لمواجهة التهديد النووي الإيراني، وتعيد ترتيب التحالفات في الشرق الأوسط وآسيا.
التحولات الحالية تضع المنطقة على مفترق طرق بين توازن نووي إقليمي وإمكانية تصعيد محتمل.
التحالف الجديد يعكس خوف السعودية من إيران النووية، ويؤكد على دور باكستان كحليف نووي إسلامي موثوق.
الكاتب الصحفي أنور الهواري يؤكد أن هذه الخطوة هي جزء من ترتيب التوازنات المستقبلية في المنطقة، مع مراعاة المخاطر النووية والسياسية، ما يجعل الاتفاقية محورًا استراتيجيًا بالغ الأهمية في الشرق الأوسط.