وجّهت الدوحة رسالة حادة إلى واشنطن والمجتمع الدولي، مؤكدة أن استئناف المفاوضات أو جهود الوساطة لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى أصبح أمرًا شبه مستحيل في ظل إصرار رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على "قصف المفاوض والوسيط معًا".

المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية، الدكتور ماجد الأنصاري، أوضح في مؤتمره الصحفي الأسبوعي، أن دولة قطر ترى أن ما حدث الأسبوع الماضي من استهداف إسرائيلي مباشر للدوحة ومحاولة اغتيال قادة الوفد المفاوض لحركة حماس، يعكس استهتارًا غير مسبوق بالقانون الدولي وبقواعد الوساطة الدبلوماسية.

وأضاف: "رسالة قطر للمجتمع الدولي واضحة: لا يمكن الحديث عن وساطة جادة في الوقت الذي يستهدف فيه الوسيط بالقصف، والرد الدولي على تصريحات نتنياهو يعكس أن هذا الخرق الصارخ للقانون الدولي لن يمر دون مساءلة".
 

اغتيال فاشل يخلط الأوراق
الهجوم الإسرائيلي، الذي وقع الثلاثاء قبل الماضي، استهدف شخصيات قيادية في وفد حركة حماس الذي كان بصدد مناقشة مقترح أميركي لوقف إطلاق النار، لكن الحركة سرعان ما أعلنت فشل العملية ونجاة أعضائها.
ورغم ذلك، عاد نتنياهو وهدد علنًا باستهداف مسؤولي الحركة مجددًا، في خطوة اعتبرتها مصادر دبلوماسية "تصعيدًا خطيرًا" قد يؤدي إلى إجهاض أي مسار تفاوضي قبل أن يبدأ.

ويرى مراقبون أن محاولة الاغتيال لم تكن مجرد عملية عسكرية فاشلة، بل ضربة مباشرة لمسار الوساطة الإقليمية والدولية، خاصة أنها جاءت في وقت حساس كانت فيه الآمال معلّقة على مبادرة أميركية جديدة تهدف إلى وضع حد للإبادة الجماعية التي يتعرض لها قطاع غزة منذ ما يقارب ثلاثة أعوام.
 

قطر: الأولوية للسيادة والأمن الوطني
وأكد الأنصاري أن تركيز الدوحة في المرحلة الحالية ينصبّ على حماية السيادة القطرية وضمان عدم تكرار العدوان الإسرائيلي، مع العمل على مساءلة من يقف وراء الهجوم.
وأضاف: "قطر ليست مجرد وسيط محايد يتوسط بين أطراف متحاربة، بل هي دولة ذات سيادة تعرضت لاعتداء مباشر، ومن واجبها الدفاع عن أمنها ومصالحها الوطنية"، مشيرًا إلى أن الدوحة ستواصل التنسيق مع الشركاء الدوليين للضغط على إسرائيل ومحاسبتها.
 

القمة العربية الإسلامية: بين الواقع والطموح
وفي ما يتعلق بالجدل الذي رافق نتائج القمة العربية الإسلامية الأخيرة، والتي وصفها الشارع العربي بأنها لم ترق إلى مستوى التحديات، قال الأنصاري: "ينبغي ألا يُطلب من القمة أكثر مما حدث، ما صدر عنها كان رسالة تضامن واضحة مع دولة قطر ومع الشعب الفلسطيني، وهذه الرسالة وجدت صدى دوليًا مهمًا".

ورغم خيبة الأمل الشعبية من غياب قرارات عملية قوية، فإن الدوحة ترى أن مجرد انعقاد القمة وإبراز التضامن العربي والإسلامي في وجه الاعتداءات يمثل "خطوة سياسية لها وزن في حسابات المجتمع الدولي".