شدّد الشيخ نعيم قاسم، الأمين العام لحزب الله، على تمسك الحزب بسلاحه باعتباره "السلاح الذي أعز اللبنانيين ويحميهم من عدوهم"، مؤكداً أنه لن يتخلى عنه تحت أي ظرف.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها في الحفل التأبيني للسيد عباس علي الموسوي، حيث قدّم رؤية الحزب تجاه التطورات السياسية في لبنان والمنطقة.
السيادة الوطنية مدخل الحل
واعتبر الشيخ قاسم أن البداية الحقيقية لحل أزمات لبنان تكمن في استعادة السيادة الوطنية، مشيراً إلى أن أي محاولات لإصلاح الأوضاع لن تنجح دون ذلك.
ودعا الحكومة اللبنانية إلى عقد جلسات نقاش معمّقة لوضع خطط واضحة تضمن تعزيز السيادة، كما طالب النخب الفكرية والسياسية بالمشاركة عبر طرح المقترحات وتغذية النقاش العام عبر الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.
وأضاف: "يجب أن نعمل تحت شعار (نطالب حكومة لبنان باستعادة السيادة الوطنية)، لإشعار الحكومة بأنها المسؤولة عن هذا المسار"، مؤكداً أن هذا الملف يمثل أولوية لا يمكن تجاوزها.
رفض نزع السلاح: "روحنا وشرفنا"
وفي ما يتعلق بقرار الحكومة الأخير حول نزع سلاح المقاومة، وصفه قاسم بأنه "غير ميثاقي"، محذراً من أن استمراره بهذه الصيغة يعني أن الحكومة "ليست أمينة على سيادة لبنان".
وانتقد الدور الأميركي، معتبراً أن واشنطن تسعى إلى "حرمان لبنان من السلاح الذي يحميه"، وأن سياساتها ليست إلا "دعوة إلى الفتنة وتخريب لبنان".
وقال الأمين العام لحزب الله: "السلاح الذي أعزنا وحمانا لن نتخلى عنه، فهو شرفنا وأرضنا وكرامتنا ومستقبل أطفالنا، من يريد نزعه كمن يريد انتزاع روحنا، وعندها سيرون بأسنا".
كما رفض مبدأ "خطوة مقابل خطوة" في التعاطي مع إسرائيل، مؤكداً أن على الاحتلال تنفيذ الاتفاقيات أولاً قبل الدخول في أي نقاش حول الاستراتيجية الدفاعية.
ودعا القوى اللبنانية إلى اتخاذ موقف شجاع في مواجهة الضغوط الخارجية، قائلاً: "سنكون معكم في هذا الموقف العزيز".
المقاومة والجيش: تكامل في الدفاع
وفي حديثه عن دور المقاومة، أوضح قاسم أنها ليست بديلاً عن الجيش اللبناني، بل هي رد فعل على العدوان وتشكل سنداً للقوات المسلحة الوطنية.
وأكد ضرورة تسليح الجيش وتمكينه من مسؤولياته الأساسية في حماية الوطن.
وأضاف أن المقاومة تمثل "إيماناً وإرادة وصموداً" في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، الذي قد "يقتل ويدمر ويحتل، لكنه لن يتمكن من الاستقرار أو فرض مشروعه التوسعي في لبنان".
رسائل إقليمية: اليمن وفلسطين
وفي البعد الإقليمي، حيّا الشيخ قاسم الموقف "البطولي" لليمن في وقوفه إلى جانب القضية الفلسطينية، معتبراً أنه موقف استثنائي سيسجله التاريخ، كما شدّد على أن القضية الفلسطينية ستظل جزءاً من هوية المقاومة ورسالتها في المنطقة.