في حادثة لافتة تعكس تصاعد الغضب الشعبي في أوروبا ضد الموقف المصري من حصار غزة، أقدم شاب مصري مقيم في الدنمارك على كتابة عبارة "الحرية لـ #غزة" على أبواب السفارة المصرية بالعاصمة كوبنهاغن، قبل أن يقوم بإلقاء أكياس من الطلاء الأحمر على المدخل الرئيسي، في إشارة رمزية لدماء الضحايا في القطاع.
الحادثة جاءت وسط موجة احتجاجات متصاعدة تستهدف السفارات المصرية في عدد من العواصم الأوروبية، تنديدًا بدور القاهرة في استمرار الحصار وإغلاق معبر رفح أمام المساعدات الإنسانية.
https://x.com/i/status/1958832344451662220
احتجاجات أمام السفارة المصرية في كوبنهاغن
الناشط المصري الذي لم تكشف السلطات الدنماركية عن هويته حتى الآن، وثّق فعلته عبر بث مباشر على وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أن ما قام به "صرخة في وجه الصمت الرسمي المصري" تجاه مأساة غزة المستمرة منذ أشهر.
وأظهرت الصور المنتشرة على المنصات الاجتماعية العبارات التي خطها على الجدران الأمامية للسفارة، فيما غطت بقع الطلاء الأحمر أبواب المبنى، ما دفع الشرطة المحلية للتدخل وفتح تحقيق في الواقعة.
تصاعد الغضب في العواصم الأوروبية
هذه الحادثة ليست معزولة، إذ تأتي ضمن سلسلة تحركات شهدتها عدة مدن أوروبية خلال الأسابيع الأخيرة، حيثاقتحم محتجون في باريس ساحة أمام السفارة المصرية، فيما شهدت لندن وبرلين وقفات احتجاجية رفع خلالها المتظاهرون لافتات تندد بـ"تواطؤ النظام المصري" في حصار غزة.
ويؤكد منظمو هذه الاحتجاجات أن غلق معبر رفح يشكل "جريمة إنسانية" تفاقم معاناة سكان القطاع، خاصة في ظل انهيار القطاع الصحي ونقص المواد الغذائية والطبية.
انتقادات دولية لدور القاهرة
تزايد الانتقادات لمصر لم يعد يقتصر على النشطاء، بل امتد ليشمل منظمات حقوقية دولية، حذرت من خطورة استمرار إغلاق المعبر في ظل تصاعد أعداد الضحايا في غزة.
وأشارت تقارير حقوقية إلى أن القيود المفروضة على مرور الإمدادات الإنسانية أسهمت في تعميق الأزمة، وسط دعواتمتكررة للنظام المصري لإعادة فتح المعبر بشكل دائم.
في المقابل، تبرر القاهرة مواقفها باعتبارات أمنية وبمحاولة التنسيق مع الأطراف الدولية، وهو ما يرفضه النشطاء الذينيرون في ذلك "غطاءً لتمرير الجريمة".
رسالة رمزية تتجاوز كوبنهاغن
تحرك الشاب المصري في الدنمارك حمل أبعادًا رمزية قوية، فاختياره الطلاء الأحمر على أبواب السفارة عُدّ رسالة عن حجم الدماء التي تسيل في غزة، ورسالة إلى النظام المصري بأن السياسات الحالية لن تمر دون محاسبة شعبية.
ويرى مراقبون أن هذه الاحتجاجات قد تتسع خلال الفترة المقبلة مع استمرار الحرب، لتشمل موجات ضغط أكبر على الحكومات الغربية والنظام المصري، وسط حالة من الغضب العالمي تجاه حصار غزة والتواطؤ الدولي في استمراره.