يدخل قطاع غزة، اليوم الجمعة، يومه الـ686 تحت نيران حرب الإبادة الجماعية التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي بدعم سياسي وعسكري غير محدود من الولايات المتحدة، وسط عجز دولي متواصل وصمت عالمي يفاقم معاناة أكثر من مليوني إنسان يواجهون الموت بين القصف والجوع والنزوح القسري.
ورغم مرور قرابة عامين على بداية الحرب، فإن الاحتلال الإسرائيلي يواصل قصفه الجوي والمدفعي على مختلف مناطق القطاع، مستهدفًا المدارس والمنازل ومخيمات النازحين وحتى مراكز توزيع المساعدات، ما يضاعف من أعداد الضحايا ويعمّق الكارثة الإنسانية.
حصيلة الضحايا خلال الساعات الأخيرة
أكدت المصادر الطبية في مستشفيات غزة استشهاد 33 مواطنًا على الأقل وإصابة العشرات منذ فجر الجمعة في غارات وقصف إسرائيلي طال مناطق متفرقة من القطاع.
- استشهد طفل في الثانية عشرة من عمره في خانيونس، فيما فارقت رضيعة (5 أشهر) الحياة بسبب سوء تغذية حاد.
- ارتقى 12 شهيدًا وأصيب العشرات إثر استهداف مدرسة تؤوي نازحين في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة.
- قُصف مربع سكني كامل قرب مسجد الاستجابة في حي الصبرة، ما أدى إلى سقوط العديد من الضحايا بينهم أطفال ونساء.
- ارتقى 8 شهداء في قصف استهدف شقة سكنية بمخيّم الشاطئ، عُرف من بينهم أربعة من عائلة الأسود.
كما واصلت قوات الاحتلال استهداف تجمعات النازحين، حيث استشهد خمسة مواطنين في قصف خيمة بشارع الجلاء، فيما استُهدفت مخيمات قريبة من مراكز توزيع الخبز والمساعدات في جباليا وخانيونس.
استهداف متواصل للبنية التحتية
لم يسلم أي مرفق مدني من قصف الاحتلال الذي طال:
- محطة مياه في مواصي خانيونس.
- عشرات المنازل في أحياء الزيتون والشجاعية والصبرة.
- مدارس ومقار إيواء مثل مدرسة عمرو بن العاص في حي الشيخ رضوان.
- منشآت حيوية بينها مساجد ومراكز طبية.
كما استخدم جيش الاحتلال الروبوتات المفخخة لتفجير منازل المواطنين في أحياء الزيتون والشجاعية، وواصل عمليات نسف المنازل في جباليا.
حصيلة الحرب حتى الآن
بحسب وزارة الصحة والمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أسفرت حرب الإبادة عن:
- 62,192 شهيدًا و157,114 إصابة، إضافة إلى أكثر من 10 آلاف مفقود.
- استشهاد 19 ألف طفل و12,500 امرأة، ما يؤكد استهداف الفئات الأكثر ضعفًا.
- أكثر من 271 وفاة بسبب الجوع وسوء التغذية، بينهم 112 طفلًا.
- إبادة نحو 2,500 عائلة كاملة من السجل المدني نتيجة المجازر المتكررة.
- تدمير أكثر من 88% من مباني القطاع، بخسائر مادية تتجاوز 62 مليار دولار.
- تدمير كلي أو جزئي لـ: 518 مؤسسة تعليمية، 995 مسجدًا، و19 مقبرة.
مجاعة قاتلة وصمت دولي
مع استمرار القصف والحصار، يعيش سكان القطاع مأساة الجوع، حيث تحولت نقاط توزيع المساعدات إلى مصائد موت بعد استهدافها مرارًا من جيش الاحتلال.
ومنذ مايو الماضي فقط، قُتل أكثر من 2036 شهيدًا أثناء محاولاتهم الحصول على الغذاء.
المؤسسات الأممية والمنظمات الإنسانية حذّرت مرارًا من كارثة إنسانية غير مسبوقة، إلا أن غياب تحرك جاد وفعّال من المجتمع الدولي يجعل المدنيين في غزة رهائن للحصار والدمار والمجاعة.
وبعد 686 يومًا من الإبادة، باتت غزة مدينة أشباح: أحياء مدمرة بالكامل، أطفال يتساقطون جوعًا أو قصفًا، وأمهات يشيعن أبناءهن في جنازات متكررة يوميًا.
وبينما يتواصل العدوان بلا هوادة، يبقى السؤال الذي يفرض نفسه: إلى متى سيظل العالم متفرجًا على إبادة جماعية تُبث على الهواء مباشرة؟