في 8 أغسطس 2025، أكدت شركة NewMed الإسرائيلية توقيع صفقة تقدر بـ 35 مليار دولار لتوريد نحو 130 مليار متر مكعب من الغاز إلى مصر حتى عام 2040، مع رفع تدريجي للإمدادات من حوالي 4.5 مليار متر مكعب سنويًا إلى 12 ملياري متر مكعب من خلال مشاريع توسعة.

ووصف السيسي الصفقة بأنها «هدف كبير لفائدة مصر»، مؤكدًا أنها تمهّد لمصر لكي تصبح محوّلًا إقليميًا للطاقة عبر البنية التحتية المتاحة على البحر المتوسط، بينما انتقد جميع الشرفاء والوطنيين إبرام تلك الصفقة

 

تخوف من تبعات استراتيجية وسياسية

المنتقدون، بينهم محللون وخبراء وشخصيات عامة ومؤثرة في المجتمع المصري عبّروا عن خوفهم من أن الصفقة ستؤدي لاستنزاف موارد الوطن.

وإليك قائمة تضم  شخصيات مصرية بارزة، من خبراء وسياسيين وقانونيين وإعلاميين، الذين انتقدوا بشدة صفقة الغاز التي أبرمتها مصر مع إسرائيل:

  • الدكتور عبد المنعم سعيد – أستاذ العلاقات الدولية ومدير مركز أهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، وصف بيع الغاز لإسرائيل بأنه "ليس مصلحة اقتصادية لمصر" ولا يتوافق مع الممارسات العالمية، معتبراً أن مصر يجب أن تستغل موقفها التفاوضي بدلًا من الأنماط الحالية.
  • الدكتور وائل جمال – باحث اقتصادي، وصف الصفقة بأنها "عار ما بعده عار"، مشيراً خصوصًا لتوقيتها الذي يصادف استمرار الحرب على غزة.
  • أسامة كمال – وزير البترول المصري الأسبق، وصف تصريحات إسرائيل بأنها "فرقعات إعلامية"، مؤكدًا أن الصفقة ليست جديدة وأن مصر تمتلك مصادر متعددة للغاز وأن الاعتماد على إسرائيل ليس مطلقًا.
  • حسن نافعة – أستاذ العلاقات الدولية، اعتبر الصفقة استمرارًا لسياسات التطبيع، ولابد من تدقيق إعلامي مؤسسي حول طبيعتها الحقيقية.
  • إبراهيم يسري – سفير سابق وناشط سياسي وعضو الحملة الشعبية ضد تصدير الغاز لإسرائيل، اعتبر الصفقة خرقًا للدستور ومخالفة للأمن القومي، ومطالبًا بوقف التصدير عبر دعوى قضائية.
  • مهندس مدحت يوسف – نائب سابق لرئيس الهيئة العامة للبترول، استنكر اعتماد مصر على الغاز الإسرائيلي رغم وجود اكتشافات واعدة مثل حقل "ظهْر"، وقال إن التحول نحو الوقود المستورد Mمثل إسرائيل تم نتيجة تراجع الإنتاج المحلي.
  • محمد حسنين هيكل – نائب سابق ورجل إعلام، اعتبر أن تضمين صفقة الغاز ضمن معاهدة كامب ديفيد كان خطأ فادحًا يعكس غياب الرؤية الوطنية، وطالب بالإفصاح الكامل ورفض ربط اتفاقيات تجارية بهذه المعاهدات السياسية.
  • مصطفى عبد السلام – محلل اقتصادي، تحدث عن سياسية ابتزاز إسرائيل لمصر عبر التحكم في إمدادات الغاز، مطالبًا بتنويع مصادر الطاقة وإلغاء الاعتماد الأحادي
  • محمود العسقلاني – قيادي سياسي في الحزب الناصري، اعتبر أن بيع الغاز لإسرائيل بأسعار رخيصة في وقت ترفع فيه الحكومة أسعار الطاقة للمواطنين هو ظلم وابتزاز للشعب.
  • علاء محمد سعاد – الكاتب في "العربي الجديد"، استهجن نهج الحكومة في توقيع الصفقة دون توضيحات شفافة، واعتبرها إخفاءً للتفاصيل والتفاوضات تعكس تجاهلًا لوعي وحقوق المواطنين.
  • الاقتصادي د. مراد علي "تستند القلة من المدافعين عن الصفقة المشبوهة لشراء الغاز من إسرائيل إلى صمت فضيلة شيخ الأزهر، معتبرين أن عدم صدور اعتراض واضح منه يعدّ موافقة ضمنية على تلك المعاملات الخسيسة. لقد آن الأوان، بل تأخّر، يصدح فضيلة الإمام الأكبر برأيه الصريح بشأن التعامل التجاري مع العدو الصهيوني ليكون شاهدًا للحق أمام الله والتاريخ. نريد حكم الإسلام من فضيلته حول شراء غاز مسروق من عدو يقتل نساء وأطفال المسلمين، ليستخدم حصيلة البيع في تمويل آلة حرب تبيد الأبرياء!"
     

خشية الابتزاز السياسي تحت غطاء تجاري

صحيفة Responsible Statecraft أوردت أن مصر أصبحت مستهدفة بسياسات "ابتزاز" من إسرائيل عبر الغاز، خاصة بعد توقف الإمدادات لأسباب سياسية معلنة، الأمر الذي يهدّد الاستقرار الداخلي ويطرح تساؤلات حول استقلال القرار الوطني.

 

فرض السيطرة الاقتصادية على حساب الاستقلال

من الدوافع الغامضة للصفقة والحس السياسي، طرح R Powell من Great Reporter وصف الصفقة بأنها ليست مجرد اتفاقية طاقة بل "الوجه الاقتصادي للاحتلال"، مشددًا أنها تحوّل مصر من دولة منتجة إلى دولة يعتمدُ عليها الاحتلال اقتصاديًا.

 

استراتيجيات بديلة – قطر وروسيا والإخوة الأتراك

Egyptian Petroleum Minister Karim Badawi، تحدث خلال زيارته الدوحة عن مفاوضات مع قطر لتأمين غاز طويل الأمد، بالإضافة إلى اتفاقيات محتملة مع تركيا وروسيا، وهي خطوة أعاد من خلالها ترتيب أولويات الطاقة بعيدًا عن إسرائيل.

 

الأصوات القانونية الوطنية والتاريخ المظلم لعقود الغاز

المعارضة والحقوقيون لوحوا إلى أن الصفقة تحمل عواقب قانونية وسياسية، مستذكرين ملفات فساد وصفقات الغاز السابقة، خصوصًا الصفقة التي أبرمها الوزير الأسبق سامح فهمي مع إسرائيل عام 2005، التي أدّت إلى سجنه وتهمة بيع الغاز بأسعار زهيدة.

 

خسارة استقلال القرار وخطر خلق منطقة نفوذ إسرائيلي في سيناء

صحيفة Al-Estiklal أوضحت أن مصر تبحث عن بدائل بعدما أشعلت إسرائيل سعر الغاز وزادت الضغط السياسي، مما دفع القاهرة للتفرّغ نحو تأمين مصادر بديلة من دول صديقة.

 

لماذا كل هذا النقد؟

  • خطر على الأمن القومي: باعتبار الطاقة مشروعة استراتيجية، إلحاق الاستقرار بها بدولة الاحتلال مثل توازن دقيق يمكن أن يُزعزع.
  • غياب الشفافية: توقيع الصفقات خلف الكواليس وإعلانها فقط عندما لا يُستعاد القرار يصبح مرفوضاً شعبياً.
  • الأثر الرمزي: في ظل معارك غزة ونداءات التضامن الوطنية، توقيع الاتفاقية يُقرأ رمزيًا على أنه قسمة عمياء لموارد الوطن.
  • مسافة بين الأكاديمي والرأي العام: وجّهت الأصوات انتقادًا مزدوجًا للحكومة، للموقف العلمي والاقتصادي، وللأبعاد القومية.

وفي الختام فإن هذا الجيل من الخبراء والمفكرين المصريين أعطوا صوتًا قويًا ينقل المشروع خارج المصلحة الذاتية، إلى حوار وطني حول التوازن وحق الشعب في ثرواته وشفافية قرار الدولة.

وما يميز الصيغة الحالية أن المعارضة تأتي من داخل النخبة الأكاديمية والقضاء والإعلام، ما يمنحها ثقلًا كبيرًا أمام جمهور واسع.