في خطوة جديدة ضمن موجة دعم دولي لفلسطين، أعلن رئيس وزراء البرتغال لويس مونتنيغرو أن الحكومة قد تنهي مشاوراتها مع الأحزاب السياسية والرئيس حول اعتراف رسمي بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل.
هذا الإعلان يأتي في سياق ضغوط دبلوماسية متزايدة من الاتحاد الأوروبي وأنظمة سياسية في الغرب، ويمثل ترجمة جديدة لدور متصاعد يقوده الفلسطينيون وحلفاؤهم الأوروبيون لردع الاحتلال الإسرائيلي وتثبيت أسس حل الدولتين.
لماذا هذا الاعتراف له وزن دبلوماسي؟
1. كسر عزلة فلسطين القانونية
حاليًا، نحو 147 دولة من أصل 193 في الأمم المتحدة تعترف بفلسطين كدولة مستقلة، لكن معظم الاعترافات تأتي من دول الجنوب أو دول حزام الشرق الأوسط. كما أن الاعترافات الأوروبية الجديدة تسد فجوة دبلوماسية طويلة المدى، وتضفي شرعية إضافية على قضيتها على الساحة الدولية.
2. ضغط سياسي على إسرائيل وأمريكا
الاعترافات تضع ضغوطًا على إسرائيل وأقرب حلفائها لا سيما الولايات المتحدة التي طالما اعتبرت الاعتراف مرتبطًا بعملية سلام شاملة. ومع تقييد الدعم الدولي لإسرائيل بسبب حرب غزة، أصبحت الاعترافات الأوروبية أشبه بخطوة تعيد تشكيل التحالفات والضغوط السياسية.
3. دفعة لدولة فلسطينية وفق قواعد دولية
هذه الاعترافات تنضم إلى سياق دعاوى دولية مثل محكمة العدل الدولية، وتؤكد دعمًا للفلسطينيين في الوصول إلى عضوية كاملة في الأمم المتحدة، والحق في السيادة ضمن الحدود المعترف بها بما في ذلك الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية.
من اعترف؟ ومن في طريقه للانضمام؟
✔ دول أوروبية أعربت رسميًا:
إسبانيا، إيرلندا، النرويج صنعت التحوّل الأكبر في مايو 2024 باعتراف مشترك أبعث برسالة شراكة أوروبية للفلسطينيين.
سلوفينيا تبعتها في يونيو 2024، محققة تصويت برلماني بالإجماع يؤكد الاعتراف بدولة فلسطين ضمن إطار القانون الدولي.
بالإضافة إلى السويد، التي سبقت الجميع في الاعتراف عام 2014 ضمن الاتحاد الأوروبي، وهي أول دولة غربية تفعل ذلك رسميًا.
كذلك تضم القائمة بولندا، المجر، بلغاريا، رومانيا، سلوفاكيا، قبرص، مالطا، وهي دول اعترافها يعود إلى ما قبل انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي عام 1988.
✔ دول أعلنت نية الاعتراف:
فرنسا: أعلن الرئيس ماكرون أن فرنسا ستصبح أول عضو دائم في مجلس الأمن من دول G7 يعترف بدولة فلسطين في الجمعية العامة في سبتمبر 2025.
المملكة المتحدة: صرّح رئيس الوزراء كير ستارمر بأن لندن ستعترف بفلسطين بحلول سبتمبر، ما لم تتخذ إسرائيل خطوات فعلية نحو وقف الحرب والموافقة على خطة سلام حقيقية.
مالطا: ستعرض الاعتراف في نفس الجمعية العامة، بدعم من وابحث سياسي محلي يدعو لتعجيل الخطوة بعد تأجيلها عدة مرات.
كندا: أعلنت بوضع الاعتراف مشروطًا بالإصلاحات في السلطة الفلسطينية، ومنها انتخابات عام 2026 والتزام “أن تكون دولة منزوعة السلاح” مع استبعاد حماس من السلطات الرسمية.
✔ دول أخرى قيد المناقشة:
بلجيكا: أعلن نائب رئيس الحكومة عن دعم اعتراف وشيك، لكنه أجل التوقيع رسميًا بسبب مسؤولياته كرئيس الاتحاد الأوروبي المؤقت.
لوكسمبورغ: لم تعترف بعد، لكنها تواصل مطالبتها بالاعتراف كدعم للقانون الدولي بعد أن اتخذت مواقف نقدية ضد التطبيع الإماراتي مع إسرائيل.
المكاسب السياسية والدبلوماسية المتحققة
✔ إعادة قانونية للقضية الفلسطينية
الاعتراف الأوروبي الجديد يدعم المسارات القانونية في المحافل الدولية مثل محكمة العدل الدولية والمجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة، ويمكّن الفلسطينيين من المطالبة بحقوقهم الأساسية عبر حقّ الاعتراف الرسمي.
✔ تعزيز الدفع نحو حل الدولتين
الاعترافات وحدها لن تخلق دولة، لكنّها تساهم في إعادة إحياء خيار الدولتين، بحيث تُجبر إسرائيل على التفاوض وليس فرض الأمر الواقع بالتوسع الاستيطاني.
✔ رسالة رمزية قوية
منحة الأمل هذه تجيب على إرادة شعوب أوروبية تطالب بحل عادل، وتنقل رسالة واضحة من الدول العظمى لمواطنيها: دعم السلام لا يُضاهى بدعم الاحتلال المجحف.
التحديات والانتقادات المحتملة
الموقف الأميركي لا يزال مترددًا، والولايات المتحدة تُهدد بأن الدعم المالي لإسرائيل قد يُقىّد إذا توجّت الاعترافات الأوروبية بقرارات ملموسة.
الموقف الإسرائيلي يرفض الاعترافات، وهدّد بإجراءات دبلوماسية كما حدث مع استدعاء سفارات إسبانيا وإيرلندا وسلوفينيا وتلويحه بوقف التعاون الأمني والتكنولوجي.
الدوغمات الفكرية داخل الاتحاد الأوروبي: هناك دول مثل ألمانيا وإيطاليا لا تزال ترى أن الاعتراف يجب أن يكون جزءًا من "حل شامل"، وليس خطوة أحادية قد تُفجّر الوضع الإقليمي.