أصدرت النيابة العامة في مركز “ديرمواس” بمحافظة المنيا قرارا بإيداع والدة الأطفال الستة المتوفين بمستشفى العباسية للصحة النفسية والعصبية لمدة 15 يوما قابلة للتمديد، وذلك لإجراء تقييم طبي نفسي مفصل لحالتها، وسط تحقيقات متواصلة في قضية أثارت موجة من الحزن والجدل في مصر.

ذكرت الأم خلال التحقيقات أنها تناولت الطعام ذاته مع الضحايا، ولاحظت طعمه “المر”، مشيرة بأصابع الاتهام إلى زوجة والد الأبناء، التي أحضرت الخبز، إلا أن أقوال الأم اتسمت بالتناقض، ما دفع جهات التحقيق لطلب تقييم حالتها النفسية، خاصة بعد ظهور علامات “عدم الاتزان” عليها.

كما أفادت أسرتها أنها كانت تتلقى علاجا نفسيا في فترة سابقة أثناء طلاقها، ما دعم الشكوك حول حالتها العقلية.

عُرضت الأم على طبيب مختص في الأمراض النفسية والعصبية بمستشفى المنيا الجديدة، الذي أوصى بإيداعها في مصحة نفسية نظرا لخطورة حالتها. ووفقا لقانون رعاية المرضى النفسيين، أُبلغ شقيقاها بذلك، إلا أنهما رفضا، ما منح النيابة العامة الصلاحية القانونية لإصدار قرار الإيداع.

 

زوجة الأب تنفي

في المقابل، نفت زوجة الأب تورطها في الواقعة، مشيرة إلى أنها تناولت من الخبز نفسه، كما أرسلت جزءا منه إلى والدي زوجها (الجد والجدة)، ولم يتعرض أي منهم لأي أعراض صحية، وهو ما زاد من تعقيد المشهد، وأبقى على فرضيات متعددة حول مصدر المادة السامة.

أكد مصدر قضائي أن النيابة لم توجّه أي اتهامات مباشرة بعد، لكنها تواصل تحقيقات موسعة تشمل تحليل العينات، واستعجال تحريات المباحث لمعرفة كيفية دخول المبيد الحشري إلى الطعام، وقد طُلب تقرير الطب الشرعي النهائي لتحديد طبيعة المادة المستخدمة ومصدرها المحتمل.

 

وفاة الأب والأطفال الـ 6

في نهاية يوليو الماضي، لقي ستة أطفال أشقاء ووالدهم مصرعهم في قرية دلجا بمحافظة المنيا إثر تناولهم طعاما يُشتبه في تلوثه بمبيد حشري نادر الاستخدام. وأشارت التحقيقات الأولية إلى أن السبب المباشر للوفاة هو تسمم غذائي ناتج عن مادة سامة تم خلطها مع الخبز أو أحد مكونات الطعام.

أثارت الحادثة تعاطفا واسعا في الشارع المصري، خاصة مع مشاهد تشييع الأطفال الستة، حيث تساءل كثيرون: هل نحن أمام جريمة مدبرة، أم حادثة مأساوية ناتجة عن إهمال أو اضطراب نفسي؟ ولا تزال الإجابة في يد الجهات المختصة التي تعمل على فك طلاسم واحدة من أكثر القضايا غموضا في مصر مؤخرا.