في انتصار جديد للمقاومة الفلسطينية على الترسانة الأقوى في الشرق الأوسط وفي يوم مفصلي جديد ضمن المقاومة المتواصلة، تمكن مجاهدو كتائب القسام الأربعاء الماضي بالتنسيق مع سرايا القدس من دك موقع قيادة وسيطرة للاحتلال في محيط محور موراج جنوب خانيونس، بمنظومة الصواريخ "رجوم" قصيرة المدى من عيار 114ملم.

https://x.com/huthaifaabdulah/status/1951284923643347033

الموقع الاستراتيجي يقع ضمن الممر الأمني "موراج" الذي سيطرت عليه قوات الاحتلال في أبريل 2025، وهو محور محوري في خطة نزع السكان وتفتيت الجنوب الغزي.

هذا الهجوم مثل رسالة بأن المقاومة قادرة على ضرب مراكز القيادة حتى داخل الممر، يعيد رسم مشهد الصراع في قلب الجنوب.

ويأتي هذا الهجوم ضمن عدة عمليات ناجحة نفذتها المقاومة في الأيام الأخيرة والتي تبرز التفوق الميداني والقتالي على الجيش الصهيوني.

 

أبرز العمليات النوعية التي أحدثت ضجة:

1.نفذت كتائب القسام وسرايا القدس سلسلة هجمات متزامنة يوم 20 يونيو 2025 ضد تجمعات الاحتلال شرق مدينة خان يونس، وتم استهداف خطوط الإمداد اللوجستية بسيارات ومركبات عسكرية.

أيضا استهداف موقع "Mars" الاستيطاني بشررقة صواريخ محلية (Rojoum)، ما تسبب في خسائر مباشرة لقوات العدو، كما دكت المقاومة مركبات مدرعة وروبيتر باستخدام عبوات "Shawaz" التدميرية مما أوقف التعزيزات وطوّقها تحت نيران الكتائب .

2. في يونيو أيضا، تم نصب كمائن وتفجير عبوات ناسفة من نوع "Thaqib" و"Fedayeen" أدّت إلى تدمير ناقلتي جند مدرعتين وقتل أو إصابة جنود إسرائيليين، بالتزامن مع اشتباكات مسلحة دارت شرق وشمال خانيونس

3. معركة خان يونس 2025 – مقاومة تسقط جنود الاحتلال

بدأت إسرائيل عملية برية جديدة في 26 مايو 2025 ضمن عملية "عربة جدعون". أطلقت المقاومة هجمات للمرة الرابعة على خان يونس منذ بداية الحرب.

خلال تلك المعركة: تم تفجير عبوات أرضية كانت قد أُعدت كمينًا، مما أدى إلى مقتل 5 جنود إسرائيليين.

وفي هجمات لاحقة، قتلت المقاومة سبعة جنود عبر ألغام وعبوات ناسفة، وأصابت أخرى أجهزة ومروحيات الاحتلال أثناء محاولاتها الإخلاء بالقوة تحت غطاء ناري مكثف

 

4. كمائن مفاجئة شرق الشجاعية وعدة مواقع حساسة

 في حي الشجاعية شرقي غزة خلال أبريل إلى يونيو 2025: نفذت كتائب المجاهدين عملية زرع لغم مموه تسببت في إصابة جنود إسرائيليين.

عقب ذلك، أطلقت سرايا القدس هجومًا مباشرًا على قوات الاحتلال أثناء تفتيش المبنى المشتبه فيه، مستخدمة RPG وعبوات تدميرية، مما أسفر عن سقوط قتلى ومصابين ومتضررين بأسلحة ثقيلة

 

أهمية تلك العمليات

  • الكمائن الذكية: استخدام العبوات الأرضية والعبوات التدميرية ضمن محور التقدم يواجه التفوق التقني للاحتلال ويُجبره على خطة "تسوية المدن".

 

  • العمليات المشتركة تنسق بين الكتائب: الضرب المشترك بين "القسام" و"سرايا القدس" يُشكل نموذجًا عالي كفاءة يعزز مصداقية المقاومة ككتلة واحدة ضد الاحتلال.

 

  • ردع معنوي ورسمي: هذه العمليات تُظهر أن المقاومة لم تُقض، بل ما زالت تفرض معادلات قتال حتى في مناطق أُعلنت "أمنية".

وتُظهر المقاومة أن قوتها تكمن في القدرة على المبادرة النوعية لا الملاحقة التقليدية، وتحويل كل هدف استراتيجي إلى ساحة ضغط معنوي قبل أن يكون ضغطًا عسكريًا.

فرغم التفوق التقني الإسرائيلي، إلا أن المقاومة الفلسطينية أفرزت خلال الأشهر الماضية حالات قيادية ونوعية أثبتت القدرة على: دك مواقع القيادة، وإصابة خطوط الإمداد، وتثبيت مبدأ ردع الاحتلال داخل ممراته نفسها.

ومن موقع موراج إلى عبوات الشجاعية، بدأ زمان ومكان جديد للصراع، يفرض على العدو إعادة حساباته على الأرض والاتفاقات المحتملة.

وتواصل فصائل المقاومة تكبيد الاحتلال خسائر فادحة خلال تصديها للعدوان، وبحسب معطيات الجيش، بلغ عدد قتلاه منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023، نحو 895 جنديا، بينهم 451 سقطوا خلال المعارك البرية التي بدأت بغزة في 27 من الشهر ذاته.

كما تشير المعطيات ذاتها إلى إصابة 6130 جنديا منذ اندلاع الحرب، من بينهم 2821 خلال العمليات البرية في القطاع.

ويقول مراقبون إن هذه الأرقام أقل بكثير من الخسائر الحقيقية للجيش الإسرائيلي، إذ يتكتم على خسائره البشرية والمادية.

ووفق وسائل إعلام عبرية، تفرض دولة الاحتلال رقابة عسكرية صارمة على نشر أي معلومات بشأن الخسائر، لأسباب بينها الحفاظ على الروح المعنوية.

وترتكب دولة الاحتلال إبادة جماعية في غزة منذ 7 أكتوبر 2023، خلفت أكثر من 202 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.