جدّدت حركة اامقاومة الاسلامية"حماس" ففي بيان صدر اليوم الخميس، عهدها بالسير على درب قادتها الشهداء، مشيرة إلى أن "دماء القائد الشهيد التي سالت في طهران، وجثمانه الطاهر الذي ووري الثرى في الدوحة، ستبقى نبراساً يضيء طريق الأحرار، ودليلاً على التزامه العميق بقضية شعبه حتى الرمق الأخير".

وأضاف البيان: "لم يكن استشهاد أبي العبد حدثاً عابراً، بل لحظة فاصلة في تاريخ المقاومة، أكدت أن قادة حماس في طليعة الميدان، يقدّمون أرواحهم وأبناءهم شهداء، كما فعل القائد هنية، الذي ودّع الحياة في مشهد يليق بالشهداء العظام، بعد أن كرّس عمره في خدمة فلسطين والقدس، وقاد الحركة في أحلك الظروف وأصعب المراحل".

واستعرضت الحركة أبرز محطات حياة القائد الراحل، الذي انخرط في العمل التنظيمي والطلابي والسياسي منذ انطلاقة حماس عام 1987، وشارك في كل محطات النضال، من الانتفاضات الشعبية إلى قيادة الحكومة الفلسطينية بعد فوز حماس في انتخابات 2006، ثم قيادته للمكتب السياسي، ووقوفه في قلب معارك الصمود في غزة، في مواجهة الحصار والعدوان.

وأكدت الحركة أن القائد الشهيد "ختم حياته كما عاشها، قريباً من قضايا أمته، وجزءاً لا يتجزأ من نبض الجماهير، وصوتاً صادحاً بالحق في المحافل الدولية، حيث ظلّ حاضراً بقوة في معركة الوعي والكلمة والدبلوماسية، إلى جانب بندقية المقاومة".

وأضاف البيان أن مواقف هنية السياسية ومواقفه الراسخة من الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي "ستظل حية في وجدان الأجيال"، مشيرة إلى عباراته الخالدة مثل "لن تسقط القلاع، ولن يُخترق الحصن، ولن نعترف بإسرائيل"، التي باتت رمزاً للموقف الثابت غير القابل للمساومة.

وفي ختام البيان، دعت "حماس" إلى تحويل يوم الثالث من أغسطس من كل عام إلى "يوم وطني عالمي لنصرة غزة والقدس والأقصى والأسرى"، مطالبة الشعوب الحرة حول العالم بجعل هذا التاريخ موعداً سنوياً للتحرك التضامني مع الشعب الفلسطيني، ورفض جرائم الاحتلال.

 

اغتيال غير مسبوق في قلب طهران

وكان إسماعيل هنية قد اغتيل فجر 31 يوليو 2024، في طهران، بعد ساعات من تنصيب الرئيس الإيراني المنتخب مسعود بزشكيان، في عملية وُصفت بأنها الأخطر من نوعها على الأراضي الإيرانية، وتحمل بصمة الاستخبارات الإسرائيلية، وفق تقارير عدة.

وتُعد عملية اغتيال هنية الأولى التي تستهدف شخصية سياسية أجنبية رفيعة بهذا المستوى داخل إيران، ما شكّل صدمة في الأوساط الإقليمية والدولية، وأعاد طرح تساؤلات حول قدرة الاحتلال على تنفيذ عمليات أمنية في عمق العواصم الإقليمية.

وتأتي الذكرى الأولى لاغتيال هنية في ظل عدوان إسرائيلي متواصل على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، أدّى إلى سقوط عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، وتدمير واسع للبنية التحتية، وسط مطالب دولية متزايدة بوقف الحرب وإنهاء الحصار.

وفي ظل هذا المشهد الدموي، تجدد حركة "حماس" تأكيدها أن دماء القادة لن تذهب هدراً، وأنّ الطريق الذي سار عليه القائد الشهيد إسماعيل هنية سيبقى ممتداً، تحرسه دماء الشهداء وتُلهب مسيرته نداءات العودة والتحرير.