دخل عشرات المعتقلين السياسيين في سجن الوادي الجديد، والمعروف إعلاميًا بـ"سجن الموت"، في إضراب مفتوح عن الطعام منذ يوم السبت الماضي، وذلك احتجاجًا على ما وصفوه بـ"سياسات التنكيل الممنهج" من قبل وزارة الداخلية، وعلى رأسها عمليات التغريب التعسفي، وظروف الاحتجاز القاسية، وغياب الرعاية الصحية والرقابة القضائية.

 

التغريب والتنكيل.. سياسة ممنهجة

وفقًا لمصادر موثوقة حصلت عليها الشبكة المصرية لحقوق الإنسان ومركز الشهاب لحقوق الإنسان، فإن المعتقلين الذين يضربون عن الطعام يقبعون في عنبر 4 تحقيق داخل السجن سيئ السمعة، معظمهم تم نقلهم قسرًا من سجون بدر 1 وبدر 3 ووادي النطرون إلى الوادي الجديد، رغم أنهم من أبناء محافظات القاهرة والدلتا، وهو ما يمثل انتهاكًا صارخًا لحقوقهم الإنسانية والقانونية.

وقالت المصادر إن سياسة التغريب التعسفي تؤدي إلى عزلة شبه كاملة بين المعتقلين وذويهم، بسبب البعد الجغرافي وحرمان الأسر من الزيارة المنتظمة، الأمر الذي يعتبر شكلًا من أشكال العقاب الجماعي خارج إطار القانون.

 

سنوات من الحبس الاحتياطي.. بلا محاكمة

الغالبية العظمى من المعتقلين المضربين عن الطعام رهن الحبس الاحتياطي منذ سنوات طويلة، وبعضهم تجاوزت مدة احتجازه الخمس سنوات دون محاكمة أو عرض على قاضٍ مختص، في مخالفة صريحة للدستور الذي يضمن الحق في المحاكمة العادلة خلال فترة زمنية معقولة.

وبحسب بيان صادر عن مركز الشهاب، فإن "الانتهاكات بحق هؤلاء المعتقلين لم تتوقف عند التغريب فقط، بل تشمل أيضًا الإهمال الطبي المتعمد، وتردي الأوضاع المعيشية والصحية داخل الزنازين، مع غياب كامل لأي شكل من أشكال الرقابة القضائية أو زيارات منظمات حقوقية مستقلة".

 

مسؤولية قانونية وأخلاقية

الشبكة المصرية ومركز الشهاب حمّلا النائب العام ووزارة الداخلية المسؤولية الكاملة عن تدهور الأوضاع داخل السجون، وعن سلامة المعتقلين، محذرين من أن تجاهل هذه الإضرابات وما تعكسه من احتجاجات سلمية سيؤدي إلى تفاقم الوضع، ويدفع نحو مزيد من التصعيد.

وأكدت الشبكة أن "هذا الإضراب هو بمثابة صرخة احتجاج في وجه منظومة عدالة باتت عاجزة أو غير راغبة في تحقيق العدالة"، مشيرة إلى أن "الاحتجاز لسنوات دون محاكمة يُعد انتهاكًا فجًا لكافة المواثيق الدولية التي وقّعت عليها مصر".

 

دعوات للتدخل الدولي

وفي ظل هذا الوضع، دعت المنظمات الحقوقية المجتمع الدولي، وعلى رأسه الأمم المتحدة والمقررين الخاصين المعنيين بالتعذيب والاعتقال التعسفي، إلى التحرك العاجل والضغط على الحكومة المصرية من أجل:

  • إنهاء سياسة التغريب فورًا.
  • توفير الرعاية الطبية الكاملة للمعتقلين.
  • السماح بالزيارات العائلية والرقابة الحقوقية المستقلة.
  • الإفراج الفوري عن المحتجزين رهن الحبس الاحتياطي دون محاكمة.

 

سجن الوادي الجديد.. "سجن الموت"

يقع سجن الوادي الجديد في منطقة نائية وشبه صحراوية، ويُعرف بقسوته الشديدة وانعدام الخدمات الأساسية. ويُطلق عليه النشطاء لقب "سجن الموت" نظرًا لحالات الوفاة والإهمال الطبي والتعذيب الموثقة فيه، بالإضافة إلى معاناة السجناء من العزلة التامة عن العالم الخارجي، بسبب بُعده الجغرافي وصعوبة الوصول إليه من قبل أهالي المعتقلين أو المحامين.

https://www.facebook.com/photo/?fbid=773116661736062

https://www.facebook.com/photo/?fbid=1148077940699985