وضع اعتراف فرنسا بدولة فلسطين ضغطًا كبيرًا على بقية الغرب، خاصة بريطانيا التي تبنت القرار رسميًا، وتطرح خيارًا مختلفًا عن الولايات المتحدة وكندا واليابان وكوريا الجنوبية، التي ما زالت تشترط اتفاق سلام قبل الاعتراف.

تحرك بريطانيا جاء كخطوة استراتيجية ضمن محاولة لإحياء مسيرة السلام وفق حل الدولتين، مع التأكيد على أن الاعتراف سيكون مشروطًا بتحقيق تقدم حقيقي للوضع الإنساني في غزة وضمانات سياسية من إسرائيل.

رد فعل ترامب المتفاجئ يعكس ثنائية الانقسام بين نهج الاعتراف كأداة للضغط الدبلوماسي، وبين خشية من مكافأة الجماعات المسلحة قبل الوصول إلى ترتيب سياسي واضح.

لم يُصدر ترامب بيانًا رسميًا من البيت الأبيض (كونه خارج السلطة)، لكن تصريحاته في المقابلات والتصريحات الإعلامية جرى تداولها على نطاق واسع كدليل على صدمة الجمهوريين التقليديين من تغير العلاقات بين الغرب وفلسطين.

 

من اعترف بدولة فلسطين من الدول الغربية؟

حتى منتصف عام 2025، اعترفت حوالي 147 دولة رسمياً بدولة فلسطين، أي حوالي ثلاثة أرباع دول الأعضاء في الأمم المتحدة  .

في أوروبا، إسبانيا، أيرلندا، النرويج وسلوفينيا اعترفت بشكل رسمي بالدولة الفلسطينية خلال مايو ويونيو 2024، في خطوة تصعيدية عن تأييد مبدأ الدولتين دون انتظار اتفاق سلام شامل  .

السويد كانت الدولة الغربية الأولى التي اعترفت بفلسطين في 2014، ولكن بقي هذا القرار منعزلاً لأكثر من عقد حتى بدأ التسارع في السنوات الأخيرة  .

أخيرًا، فرنسا أعلنت في يوليو 2025 أنها ستعترف رسميًا بفلسطين خلال جلسة مجلس الأمم المتحدة في سبتمبر، لتصبح أول دولة من دول مجموعة السبع تعترف بذلك رسميًا  .

قبل فرنسا، هناك 11 دولة من الاتحاد الأوروبي تعترف بفلسطين، ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى 12 بعد انضمام باريس رسميًا  .

دول أخرى غربية مثل مالطا، بلجيكا، لوكسمبورغ، أندورا، آيسلندا، البرتغال، فنلندا أعلنت عن استعدادها أو تفكيرها في إعلان الاعتراف بـفلسطين خلال مؤتمرات دولية في عام 2025  .

كندا وأستراليا ونيوزيلندا عبرت بدورها عن استعدادها، ضمن بيان مشترك صادر عن وزراء خارجية من 15 دولة خلال مؤتمر الأمم المتحدة الداعي إلى حل الدولتين  .

 

بريطانيا: تحول حاسم واعتراف يُرتقب

أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يوم 29 يوليو 2025 أن المملكة المتحدة ستعترف رسميًا بدولة فلسطين في سبتمبر 2025 خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة، ما لم تقم إسرائيل بإجراءات ملموسة مثل وقف الهجمات على غزة، وإيصال المساعدات، والتوقف عن ضم الضفة الغربية  .

هذا الإعلان جاء بعد ضغط داخلي من أكثر من 230 نائبًا برلمانيًا، وحراك من وزراء حزب العمال مثل وزير الخارجية ديفيد لامي، بالإضافة إلى التأثر بقرارات فرنسا وفرنسا أولاً وفرنسا كذلك دورها التحريضي في الاتحاد الأوروبي. كما أن تصريحات ترامب أيضًا قُيل إنها أعطت الضوء الأخضر ضمنيًا للقرار البريطاني المثير للجدل  .

ومع أن بريطانيا لم توقع البيان المشترك لـ15 دولة التي أعربت عن استعدادها للاعتراف، فإن خطواتها المنهجية جعلتها محورًا دبلوماسيًا جديدًا في الملف الفلسطيني في الغرب  .

 

ماذا عن ترامب و«مفاجأته» باعتراف بريطانيا؟

من أحدث ردود الفعل، عبر دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي الأسبق، عن استغرابه من خطوة بريطانيا، معتبرًا أن الاعتراف بفلسطين “مكافأة لحماس” وأنه يأتي دون مقابل حقيقي أو شروط أمنية تُلبى أولًا  .

ترامب، بلهجة حادة، حذر من أن هذا النوع من الاعتراف قد يعزز الجماعات المتطرفة ويقلق الحلفاء الأمريكيين في المنطقة، خاصة وأن الاعتراف جاء في ظل استمرار الصراع وتوقف المفاوضات السلامية  .

لم يُصدر ترامب بيانًا رسميًا من البيت الأبيض (كونه خارج السلطة)، لكن تصريحاته في المقابلات والتصريحات الإعلامية جرى تداولها على نطاق واسع كدليل على صدمة الجمهوريين التقليديين من تغير العلاقات بين الغرب وفلسطين.

اعتراف فرنسا بدولة فلسطين يضع ضغطًا كبيرًا على بقية الغرب، خاصة بريطانيا التي تبنت القرار رسميًا، وتطرح خيارًا مختلفًا عن الولايات المتحدة وكندا واليابان وكوريا الجنوبية، التي ما زالت تشترط اتفاق سلام قبل الاعتراف.

تحرك بريطانيا جاء كخطوة استراتيجية ضمن محاولة لإحياء مسيرة السلام وفق حل الدولتين، مع التأكيد على أن الاعتراف سيكون مشروطًا بتحقيق تقدم حقيقي للوضع الإنساني في غزة وضمانات سياسية من إسرائيل.

وخلاصة ماسبق ا فإن إسبانيا، أيرلندا، النرويج، سلوفينيا، السويد بدأت الاعتراف بفلسطين منذ 2014 وحتى 2024، وتبعهم فرنسا التي ستكون أول دولة من G7 تعترف رسميًا في سبتمبر 2025.بينما بريطانيا أعلنت فجأة قرارها في يوليو 2025، استجابة لضغوط داخلية وخارجية، وتُعتبر خطوة مفصلية. أما دونالد ترامب عبّر عن مفاجأته واستيائه من قرار بريطانيا، واصفًا الاعتراف بأنه تهور سياسي دون ضمانات عملية.