بدت زيارة مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشؤون الأفريقية، إلى ليبيا وعقده سلسلة لقاءات مع المسؤولين الليبيين في طرابلس وبنغازي، غامضة الأهداف، حيث خلّفت وراءها العديد من الأسئلة والشكوك.
نفي أمريكي
في وقت أكد فيه خبراء ومراقبون سعي واشنطن لنقل سكان غزة إلى المدن الليبية، نفت السفارة الأمريكية لدى ليبيا هذه التقارير، ووصفتها بأنها "ادعاءات تحريضية وكاذبة".
مسار الزيارة
بدأ بولس زيارته من العاصمة طرابلس، حيث التقى محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، وعبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة المؤقتة، ثم توجه إلى بنغازي للقاء المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني، وعقيلة صالح، رئيس مجلس النواب، في حين غاب عن لقاء حكومة أسامة حماد المكلفة من البرلمان.
آراء المحللين
تركزت آراء السياسيين والمحللين الليبيين حول زيارة بولس على التشكيك في أهدافها، معتبرين أنها قد تخفي "مخططات واتفاقيات تتعلق بتوطين غزيين في ليبيا، أو استقبال مهاجرين غير نظاميين".
تحليل سياسي
قال المحلل السياسي الليبي محمد الأمين إن أمريكا تفاوض ليبيا "كجزر سياسية"، مشيرًا إلى أن زيارة بولس إلى بنغازي لم تكن "محطة دبلوماسية عابرة، بل تمثل تحولًا عميقًا في مقاربة واشنطن للملف الليبي، قوامه الاعتراف بوقائع التجزئة بدل الدفاع عن منطق الدولة".
مكاسب اقتصادية
بمجرد انتهاء بولس من لقاء المنفي والدبيبة، انضم إلى اجتماع مع مسؤولين ليبيين ومسؤولي شركة "هيل إنترناشيونال" الأمريكية، تمخض عن توقيع اتفاقية بنية تحتية بقيمة 235 مليون دولار.
شراكة استراتيجية
لا تنفصل هذه الاتفاقية عن عرض تقدمت به حكومة الدبيبة لشراكة استراتيجية مع أمريكا تقدر بـ70 مليار دولار، تشمل مشاريع في قطاعات الطاقة والمعادن والكهرباء والبنية التحتية والاتصالات.
لقاءات متنوعة
اتسمت لقاءات بولس مع المسؤولين في شرق ليبيا وغربها بالتشعب، حيث طغى الحديث عن الشراكات الاقتصادية، مع تجنب الخوض في صلب الأزمة السياسية.
تأكيدات دبلوماسية
أكد بولس عبر حسابه على "إكس" دعم الولايات المتحدة لوحدة ليبيا ومسار سياسي قائم على التوافق، وذلك بعد لقائه المنفي. أما في بنغازي، فقد ناقش مع حفتر وصالح "توحيد المؤسسات" وتعزيز التعاون الثنائي.
تساؤلات حول المستقبل
طرح الأمين تساؤلات حول ما إذا كانت أمريكا تسعى لدعم "سلطة محلية تفرض الأمن بالقوة"، أم أنها تهيئ الأرض لـ"صيغة تقسيم ناعم".
لقاء مع المبعوثة الأممية
التقى بولس في طرابلس هانا تيتيه، المبعوثة الأممية، حيث تبادلا الآراء حول أهمية المضي قدما في العملية السياسية الليبية.