في تصريحات تلفزيونية مثيرة للجدل، كشف الإعلامي المصري إبراهيم عيسى عن رؤيته لواقع الحياة السياسية في مصر، منتقدًا غياب الديمقراطية واعتبر أن الدولة والسيسي يتجنبان الانتخابات الحرة خوفًا من فوز التيار الإسلامي.
وأكد أن الشارع المصري ما زال حاضنة حقيقية للأفكار السلفية، في ظل انعدام البدائل السياسية الجادة، وهو ما يعكس هشاشة الوضع السياسي في البلاد رغم القوة الأمنية الظاهرة.
النظام يخشى الشارع
أوضح عيسى أن الدولة المصرية تدرك جيدًا أن أي انتخابات نزيهة قد تنتهي بفوز المعارضة، وعلى رأسها الإسلاميون، ما يدفع النظام لتفادي مثل هذه السيناريوهات.
وقال إن النظام يعتمد على السيطرة الأمنية وليس على المنافسة السياسية، لأن الأحزاب الموالية للسلطة لا تملك قاعدة شعبية حقيقية، ولا قدرة على إقناع الشارع أو تقديم حلول لمشاكله اليومية.
التيار الإسلامي ما زال حاضرًا
رغم التضييق الأمني، يرى عيسى أن جماعة الإخوان المسلمين تظل التنظيم الأكثر انضباطًا وتنظيمًا، مشيرًا إلى أن التيارات الإسلامية قد تعود من جديد، ولكن بأساليب مختلفة وواجهة جديدة.
وأضاف: "قد يكونوا غيروا أشكالهم الخارجية، حلقوا لحاهم وربوا شواربهم، لكن الجوهر السلفي ما زال عميقًا في المجتمع المصري".
غياب التعددية يكرّس الضعف السياسي
واعتبر عيسى أن المشهد السياسي المصري يعاني من فراغ حاد، بسبب غياب البدائل المدنية القادرة على كسب ثقة المواطنين.
ولفت إلى أن هذا الفراغ هو ما يدفع الدولة للاعتماد على التعيينات، مشيرًا إلى أن الدولة تُفضل نظام المندوبين على الانتخابات، حتى تحافظ على استقرار صوري، لكنه غير حقيقي على الأرض.
تمويل الأحزاب.. والبرلمان المشوّه
وفي هجوم صريح على الحياة الحزبية، تساءل عيسى عن مصادر تمويل الأحزاب وعن سبب إنفاق ملايين الجنيهات مقابل الترشح، موضحًا أن ذلك يدل على أن البرلمان لم يعد وسيلة للتعبير عن إرادة الشعب، بل أصبح أداة لتحقيق المصالح الشخصية.
وأكد أن كثيرًا من المرشحين يسعون للحصول على النفوذ، أو حماية ثرواتهم، وليس خدمة المواطنين أو العمل العام.
الانتخابات الشكلية لا تصنع ديمقراطية
رفض عيسى فكرة الترويج لانتخابات صورية في غياب حرية التعبير والفصل بين السلطات. وقال إن الانتخابات في ظل الظروف الحالية ستكون شكلية فقط، ولن تعبر عن إرادة الناس، مؤكدًا أن التعيين قد يكون في بعض الحالات أقل ضررًا من انتخابات لا تُمثل الشعب. وأضاف أن "برلمان 2010" كان سببًا مباشرًا لثورة يناير، لكن تكرار نفس النموذج اليوم لن يؤدي لإصلاح سياسي، بل يهدد بحدوث انفجار في المستقبل.
الوطنية ليست بالتطبيل
اختتم عيسى تصريحاته بالتأكيد على أن الوطنية لا تعني التأييد الأعمى للسلطة، بل تتجلى في النقد الصادق ورفض السياسات الخاطئة.
وأضاف: "الوطنية الحقيقية مش إنك تطبل، لكن إنك تقول لا وقت ما يكون لازم تقولها". وأكد أن دور الإعلام والنخبة يجب أن يكون في كشف العيوب، وليس تغطيتها أو تبريرها.

