تشهد أسواق المال الإسرائيلية تراجعًا متسارعًا، حيث واصلت الأسهم في تل أبيب خسائرها للجلسة الخامسة على التوالي، متأثرة بتداعيات الحرب المستمرة على قطاع غزة، وتصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التي أثارت قلق المستثمرين بشأن مستقبل الاقتصاد الإسرائيلي واحتمال مواجهة عزلة خانقة عن الأسواق العالمية.
فقد هبط مؤشر "تل أبيب 35" للأسهم القيادية بنسبة 0.2% في تعاملات ما بعد الظهيرة يوم الثلاثاء الماضي، بعد أن كان قد انخفض بأكثر من 2% في وقت مبكر من الجلسة، فيما تراجع مؤشر "تل أبيب 125" الأوسع نطاقًا بنسبة 0.4%. ويأتي هذا التراجع بعد أيام قليلة فقط من تسجيل المؤشرين مستويات قياسية غير مسبوقة الأسبوع الماضي.
حرب ممتدة وضبابية اقتصادية
بدأت موجة الانخفاضات منذ يوم الاثنين الماضي، حين حذر نتنياهو من تبعات العقوبات الاقتصادية المحتملة والعزلة السياسية المتنامية نتيجة ما وصفه بـ"الدعاية السلبية" ضد إسرائيل في الخارج بسبب حرب غزة المستمرة منذ قرابة عامين.
وأشار نتنياهو، خلال مؤتمر المحاسب العام المنعقد في القدس، إلى أن إسرائيل قد تضطر إلى تبني نموذج اقتصادي "أوتاركي" يعتمد على الاكتفاء الذاتي في حال استمرار الحصار الدولي، مضيفًا: "قد نجد أنفسنا في وضع تُحاصر فيه صناعات السلاح لدينا".
تصريحات نتنياهو أثارت موجة من القلق داخل الأوساط الاقتصادية، حيث علّقت صحيفة "كالكاليست" الاقتصادية العبرية بأن تلك التصريحات عكست فقدان الثقة بقدرة إسرائيل على الاستمرار في الانفتاح على الاقتصاد العالمي، معتبرة أنها بمثابة إنذار مباشر للمستثمرين بأن مرحلة الانكماش الحاد قد بدأت بالفعل.
تحذيرات من خبراء الاقتصاد
من جهته، أكد جوناثان كاتز، كبير الاقتصاديين في شركة "ليدر كابيتال ماركتس"، أن احتمالية شن هجوم بري جديد على غزة تزيد من مخاطر انهيار السوق، خاصة في ظل غياب أي مؤشرات على قرب التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وفي السياق ذاته، أصدر عشرات من كبار الاقتصاديين الإسرائيليين، بينهم مسؤولون سابقون في وزارة المالية وبنك إسرائيل، إلى جانب رؤساء جامعات مرموقين، بيانًا مشتركًا حذّروا فيه من أن استمرار احتلال قطاع غزة سيقود البلاد إلى أزمة اقتصادية خانقة، وسيضعف قدرتها على تحمّل الأعباء العسكرية والاجتماعية المتنامية.