في ظل أجواء الحرب الدامية والعدوان الإسرائيلي المستمر منذ السابع من أكتوبر 2023، أعلنت أجهزة أمن المقاومة في قطاع غزة عن خطة ميدانية جديدة تستهدف مواجهة محاولات الاحتلال والميليشيات المدعومة منه لزعزعة الاستقرار الداخلي، والحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية في واحدة من أكثر المراحل خطورة في تاريخ القطاع.
خطة لمواجهة "الميليشيات العميلة"
وأوضح قائد في جهاز أمن المقاومة، في تصريحات نقلتها منصة "الحارس" الأمنية، أن الخطة ترتكز على ملاحقة المجموعات المشبوهة المدعومة من الاحتلال، والتي تسعى لإثارة الفوضى داخل المدينة وتسهيل مشاريع الاحتلال الهادفة إلى إخلاء غزة وتهجير سكانها.
وأكد أن بعض المتورطين في جرائم جنائية وأمنية خضعوا لعقوبات ميدانية، فيما تم استقبال آخرين أبدوا التوبة بعد أن جرى استغلالهم من قبل ميليشيات محلية لخدمة أهداف الاحتلال.
ثقة بالقدرة على الصمود
وشدد القائد الأمني على أن المقاومة تثق ببسالة مقاتليها وقدرتهم على إفشال محاولات الاحتلال للسيطرة العسكرية والأمنية الشاملة على غزة.
وأكد التزام أجهزة المقاومة بمواصلة حماية المدينة ودعم الجبهة الداخلية حتى تحقيق النصر والتمكين، مهما كانت شدة الظروف الميدانية والإنسانية.
تلاحم شعبي ومجتمعي
وأشار القائد إلى أن تجاوب المواطنين مع دعوات الصمود والثبات يعكس "وعياً جماعياً بخطورة المرحلة ومتطلباتها"، مؤكداً أن هذا الالتفاف الشعبي يشكل درعاً حامياً للمقاومة في معركتها الطويلة ضد الاحتلال.
وأضاف أن أمن المقاومة سيواصل العمل على تأمين المجتمع ومنع محاولات تفكيك بنيته الداخلية، باعتبار أن تماسك الجبهة الداخلية هو خط الدفاع الأول عن غزة.
حرب إبادة مفتوحة
يأتي هذا الإعلان في وقت تواصل فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أمريكي وغربي، وصمت وخوف عربي، حرباً وُصفت بأنها إبادة جماعية ممنهجة ضد قطاع غزة منذ أكتوبر 2023.
وأسفرت حتى الآن عن استشهاد وإصابة نحو 230 ألف فلسطيني، غالبيتهم من النساء والأطفال، إضافة إلى نزوح مئات الآلاف من بيوتهم وسط دمار واسع للبنية التحتية المدنية.
كما أدت المجاعة الناتجة عن الحصار الخانق إلى وفاة 411 فلسطينياً، بينهم 141 طفلاً، في مشهد يعكس مأساة إنسانية غير مسبوقة.