أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أن كتيبة جنين نفّذت فجر أمس عملية استهداف لعربة عسكرية صهيونية على الجدار الفاصل في قرية طيبة، مؤكدة أنها حققت إصابات مباشرة في صفوف الجنود الإسرائيليين.
جاءت هذه العملية في سياق استمرار التصعيد الأمني والسياسي بين المقاومة الفلسطينية والقوات الإسرائيلية، وهي تعكس قدرة الفصائل الفلسطينية على التخطيط والتنفيذ في مناطق محصّنة، رغم الإجراءات الأمنية المشددة على طول الجدار الفاصل.
العملية لم تكن عشوائية، بل جاءت بعد مراقبة دقيقة للأهداف وتحديد نقاط ضعف العربات العسكرية. ووفق البيان الصادر عن الكتيبة، تم زرع العبوة بشكل استراتيجي لضمان إصابة العربة بأكبر قدر ممكن من الضرر، مع الحد من المخاطر على المدنيين القريبين من الموقع.
هذا النوع من العمليات يعكس خبرة كبيرة في التخطيط العسكري وقراءة تحركات العدو، كما يوضح مستوى التنظيم والقدرة على تنفيذ عمليات نوعية ضمن بيئة أمنية مشددة.
تفاصيل العملية
بناءً على المعلومات التي أعلنتها سرايا القدس – فإن كتيبة جنين نفّذت عملية نوعية فجر يوم الأحد 14 سبتمبر 2025، حيث قامت بتفجير عبوة ناسفة من نوع "سجيل 2" في مركبة عسكرية إسرائيلية على محور الواد الغربي، بالقرب من قرية طيبة.
العملية أسفرت عن إصابات مباشرة في صفوف الجنود الإسرائيليين، وفقًا للبيان الصادر عن الكتيبة.
تأتي هذه العملية في ظل حالة توتر مستمرة على طول الجدار الفاصل، مع تصعيد متكرر من القوات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على الأراضي الفلسطينية وعمليات الاعتقال المستمرة شكلت خلفية للرد المسلح من قبل المقاومة.
المحلل السياسي الفلسطيني د. أحمد يوسف يقول إن: "العملية تعكس استمرار القدرة على الرد الاستراتيجي من الفصائل الفلسطينية، خصوصًا في المناطق التي تشهد رقابة أمنية مكثفة، وهي رسالة للعدو بأن أي عدوان سيواجه بمواجهة مباشرة، مهما كانت الإجراءات الأمنية مشددة."
ردود الفعل الإسرائيلية
الجيش الإسرائيلي أصدر بيانًا أكد فيه وقوع إصابات بين الجنود وإلحاق أضرار بالعربة العسكرية، وأشار إلى تعزيزات إضافية في المنطقة تحسبًا لعمليات مماثلة.
وسائل الإعلام الإسرائيلية ركّزت على حجم الخسائر المحدودة لكنها أكدت على طبيعة العملية كتحذير محتمل للمستوى العسكري.
المحلل الأمني الإسرائيلي ألون شتاين يرى أن: "هذه العمليات تعكس تحديًا كبيرًا للجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، حيث تصبح نقاط التماس تحت خطر مستمر، ما يفرض تغييرات في خطط الانتشار الأمني والتكتيكات المستخدمة."
تأثير العملية على الأرض
تفجير العبوة أثّر بشكل مباشر على العربة المستهدفة، وأحدث حالة من الذعر بين الجنود المتواجدين في المنطقة، كما أثّرت العملية على معنويات القوات الإسرائيلية في مواقع أخرى.
كما أرسلت الكتيبة رسالة واضحة للعدو مفادها أن المقاومة قادرة على استهداف العربات العسكرية داخل المناطق المحمية، وأن العمليات النوعية ستستمر حسب تقديرها الاستراتيجي.
الخبير العسكري الفلسطيني اللواء المتقاعد سامي أبو جودة يوضح أن: "مثل هذه العمليات النوعية تزيد من الضغط النفسي على القوات الإسرائيلية وتفرض عليهم اتخاذ إجراءات إضافية لتأمين تحركاتهم، ما يعكس أهمية الرد الاستراتيجي للمقاومة."
التحليل العسكري والاستراتيجي
العملية تبرز قدرة المقاومة على التخطيط والتنفيذ ضمن بيئة أمنية مشددة، وهو مؤشر على تطوير الأساليب والآليات العسكرية للتعامل مع القوة الإسرائيلية.
هذه العمليات النوعية توازن بين الرغبة في الرد على العدوان والحفاظ على أمن المدنيين في مناطق القرى الفلسطينية.
المحلل العسكري د. وليد العطار يقول إن: "هذه العملية تظهر كفاءة عالية في استخدام العبوات الاستراتيجية لضرب الأهداف العسكرية بدقة، وهي خطوة تعكس قدرة المقاومة على تطوير أساليبها بما يتناسب مع بيئة محصّنة ومعقدة."
الخلاصة
وأخيرًا، فإن عملية تفجير العبوة على العربة العسكرية الإسرائيلية في قرية طيبة تمثّل استمرارية للرد الفلسطيني النوعي على التصعيد الإسرائيلي.
العملية تحمل رسالة مزدوجة: قدرة المقاومة على استهداف القوات في مناطق محصّنة، ورسالة ردع واضحة ضد أي اعتداءات مستقبلية.
وبينما يسعى الجيش الإسرائيلي لتعزيز قواته وتأمين مواقع الجدار الفاصل، تؤكد كتيبة جنين أن العمليات النوعية ستظل جزءًا من استراتيجيتها للرد على أي هجمات، بما يحافظ على التوازن العسكري والنفسي على الأرض.