كشفت وزارة الدفاع الإسرائيلية، عبر شعبة التأهيل التابعة لها، عن حصيلة غير مسبوقة للخسائر البشرية التي تكبدتها إسرائيل منذ اندلاع حرب غزة في السابع من أكتوبر 2023 (عملية طوفان الأقصى)، حيث أعلنت رسمياً استقبال أكثر من 20 ألف مصاب بين جنود ومدنيين حتى اليوم، في واحدة من أكبر الأزمات الصحية والنفسية التي تواجهها الدولة العبرية منذ عقود.
صدمة رقمية: شباب وجنود في المقدمة
بحسب البيان الرسمي الذي بثته هيئة البث العبرية، فإن 50% من المصابين لا يتجاوزون الثلاثين من العمر، ما يعكس حجم الخسائر في صفوف الفئة العمرية الأكثر نشاطاً.
كما أوضح البيان أن 64% من الجرحى هم من جنود الاحتياط الذين جرى استدعاؤهم للمشاركة في العمليات العسكرية، بينما يشكل الرجال 92% من إجمالي المصابين.
أزمات جسدية ونفسية متفاقمة
أشارت شعبة التأهيل إلى أن 45% من المصابين يعانون من إصابات جسدية مباشرة، في حين بلغت نسبة من يعانون اضطرابات نفسية وردود فعل صادمة نحو 56%، وهو ما دفع السلطات إلى رفع موازنات العلاج النفسي بشكل كبير.
وبحسب الأرقام الرسمية، ارتفعت ميزانية قسم التأهيل بنسبة 53% خلال العامين الأخيرين لتبلغ 2.5 مليار دولار، منها 1.23 مليار دولار مخصصة حصراً لعلاج اضطرابات الصحة النفسية، في خطوة غير مسبوقة تعكس عمق الأزمة.
توقعات مقلقة حتى 2028
توقعت الإدارة أن يصل عدد المرضى الذين سيتلقون العلاج في أقسام التأهيل إلى 100 ألف مريض بحلول عام 2028، بينهم 50 ألف حالة نفسية، وهو ما يضع المنظومة الصحية أمام تحديات ضخمة في المستقبل القريب.
إصابات معقدة وعجز دائم
البيان أوضح أيضاً أن 9% من المصابين صنفوا ضمن الإصابات المتوسطة إلى الشديدة، بينما وصل 56 شخصاً إلى مستوى إعاقة كاملة بنسبة 100%. كما سجلت الحالات الأكثر خطورة:
- 24 مصاباً بإعاقة تامة بنسبة 100%.
- 168 إصابة معقدة في الرأس.
- 16 مصاباً بالشلل النصفي على كراسي متحركة.
- 99 مبتوراً زُودوا بأطراف صناعية متطورة تتضمن تقنيات تسمح بممارسة الرياضة والأنشطة الترفيهية.
عجز طبي وتدخلات عاجلة
وأكد البيان أن أقسام التأهيل تستقبل ألف جريح جديد شهرياً نتيجة الحرب، مشيراً إلى أن فرق الطوارئ الطبية شاركت العام الماضي في 251 حادثة عاجلة للتدخل النفسي.
ورغم ذلك، فإن التحديات تتفاقم مع وجود عامل تأهيل واحد لكل 750 مريضاً فقط.