في مشهد غير مسبوق، تعرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لهجوم لفظي مباشر من نشطاء وحقوقيين أثناء تناوله العشاء في مطعم راقٍ بالعاصمة واشنطن، حيث ردد المحتجون شعارات مناوئة من أبرزها: "الحرية لفلسطين… ترامب هو هتلر عصرنا".
وجاءت هذه المواجهة وسط أجواء مشحونة تعكس تصاعد الغضب الشعبي والحقوقي من السياسات الأمريكية تجاه غزة والدعم المطلق لإسرائيل.

 

تفاصيل الحادثة داخل المطعم
كان ترامب يتناول العشاء في مطعم Joe’s Seafood، أحد أشهر مطاعم العاصمة، برفقة عدد من كبار المسؤولين في إدارته، من بينهم نائب الرئيس جي دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الدفاع بيت هيجسِث.
وفجأة اقتحمت مجموعة من الناشطات المطعم بعد أن تمكنّ من حجز مقاعد قريبة من طاولة ترامب، وبدأن في ترديد هتافات حادة تندد بدعمه المستمر لإسرائيل.

وعلى الفور تدخل الأمن وأخرج الناشطات من المطعم، لكن الهتافات استمرت في الخارج أمام أنظار المارة.
 

الشعارات المرفوعة ورسالة النشطاء
رددت المحتجات شعارات مباشرة مثل: "تحرير غزة" و"أنت لست موضع ترحيب"، إلى جانب تشبيه ترامب بهتلر، في إشارة إلى ما يعتبرونه تبنيه لسياسات قمعية وعنصرية داخلية وخارجية.
وقد أرادت المجموعة، التي تقودها منظمة Code Pink النسوية المناهضة للحروب، توصيل رسالة مفادها أن دعم ترامب لإسرائيل في حربها على غزة يمثل مشاركة مباشرة في "إبادة جماعية" بحق المدنيين.
 

ترامب ودوره في حرب غزة
يعتبر النشطاء والحقوقيون الأمريكيون أن إدارة ترامب تمثل الغطاء السياسي والدبلوماسي والعسكري الأوسع لإسرائيل، حيث يتم توفير الدعم المالي واللوجستي بلا شروط.
وبالنظر إلى ارتفاع أعداد الضحايا في غزة وتدمير البنية التحتية المدنية، يرى هؤلاء أن ترامب شريك رئيسي في جرائم الحرب، وأنه يقف على الجانب الخطأ من التاريخ، إذ يعزز خطاب القوة ويبرر استهداف المدنيين.
 

الأبعاد السياسية والحقوقية للحادث
هذا الاحتجاج لم يكن مجرد حادثة عابرة داخل مطعم، بل هو مؤشر على تصاعد الغضب الشعبي تجاه سياسات ترامب، خاصة في ظل الانتخابات الأمريكية الحالية التي ستحدد مستقبل البلاد.
ويرى مراقبون أن وصفه بـ"هتلر عصرنا" يعكس مدى المخاوف من أن عودته إلى البيت الأبيض ستعني مزيدًا من التضييق على الحقوق المدنية في الداخل، ودعمًا غير مشروط لإسرائيل في الخارج، بما يفاقم المآسي الإنسانية في غزة.

الهجوم على ترامب داخل مطعم واشنطن لم يكن سوى مشهد رمزي، لكنه يلخص بوضوح الانقسام الحاد داخل المجتمع الأمريكي حول دوره السياسي ورؤيته للعالم.
بالنسبة للنشطاء، فإن مواجهة الرئيس بهذا الشكل هي وسيلة للتذكير بأن الجرائم في غزة لن تمر دون محاسبة أخلاقية، وأن صوت الشارع، مهما جرى قمعه، سيظل حاضرًا.