أعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز صباح اليوم الاثنين، حزمة قرارات صارمة تستهدف وقف تدفق السلاح إلى إسرائيل، في ظل ما وصفه بـ"الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".
وخلال مؤتمر صحفي متلفز من مقر الحكومة في مدريد، كشف سانشيز عن مرسوم ملكي يجرّم تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، متعهداً بملاحقة كل من يشارك في تزويد الاحتلال بالعتاد العسكري أو الدعم اللوجستي. وأكد أن الحكومة الإسبانية أقرت تسعة إجراءات فورية على رأسها:
- إغلاق جميع الموانئ الإسبانية أمام السفن التي تحمل أسلحة أو منظومات دفاعية متجهة إلى إسرائيل.
- منع ناقلات الوقود العسكرية الخاصة بالجيش الإسرائيلي من الرسو في الموانئ الإسبانية.
- إغلاق المجال الجوي أمام الطائرات المحملة بالأسلحة والذخائر لإسرائيل.
- إعداد مشروع قانون يفرض حظراً فعلياً وشاملاً على تصدير أي نوع من الأسلحة إلى تل أبيب.
وقال سانشيز: "ما تقوم به إسرائيل في غزة لا يمكن وصفه بالدفاع عن النفس، بل هو قصف للمستشفيات وتجويع للأطفال وقتل للمدنيين العزل".
دعم إنساني مضاعف لغزة
إلى جانب الإجراءات العقابية، أعلن سانشيز زيادة الدعم الإنساني المقدم للفلسطينيين، حيث سترفع مدريد مساهمتها لوكالة الأونروا إلى 10 ملايين يورو إضافية، مؤكداً أن هذه الخطوة تأتي في إطار التزام بلاده "بتخفيف معاناة المدنيين في القطاع".
وأشار رئيس الوزراء إلى أن الجهود السابقة لم تفلح في تخفيف الأزمة الإنسانية، مضيفاً: "الضرورة ملحة الآن أكثر من أي وقت مضى للعمل من أجل تحقيق السلام في الشرق الأوسط ووضع حد لسياسة الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني".
غضب إسرائيلي وعقوبات متبادلة
لم تمر قرارات مدريد دون رد فعل إسرائيلي غاضب، إذ صرح وزير خارجية الاحتلال جدعون ساعر قائلاً: "إسرائيل ليست بحاجة إلى إسبانيا للدفاع عنها، لكن إسبانيا هي من تحتاجنا".
وأضاف أن حكومته قررت منع نائبة رئيس الوزراء ووزيرة الشباب الإسبانيتين من دخول الأراضي المحتلة، في خطوة وصفتها وسائل إعلام عبرية بأنها "رد عقابي" على إجراءات مدريد.
سياق دولي وأرقام كارثية
تأتي هذه التطورات بينما تتواصل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، بدعم أميركي مباشر، رغم أوامر محكمة العدل الدولية والنداءات الأممية بوقف إطلاق النار.
ووفق آخر إحصاءات وزارة الصحة في غزة، فقد خلّفت الحرب أكثر من 64 ألف شهيد و162 ألف مصاب، بينهم آلاف الأطفال والنساء، إضافة إلى وفاة 393 فلسطينياً جراء التجويع، من بينهم 140 طفلاً.
وكان سانشيز قد تبنى في الأشهر الماضية خطاباً حاداً تجاه إسرائيل، واصفاً إياها بأنها "دولة إبادة"، ومتهماً الاتحاد الأوروبي بازدواجية المعايير والفشل في التعامل مع العدوان على غزة.