في الأول من أبريل 2012، اعلنت جماعة الإخوان المسلمين، بترشيح نائب مرشدها محمد خيرت سعد الشاطر للانتخابات الرئاسية الأولى بعد سقوط المخلوع محمد حسني مبارك.
الشاطر، المولود عام 1950 في مدينة شربين بالدقهلية، لم يكن مجرد قيادي تقليدي، بل رجل متعدد الأبعاد: أكاديمي، واقتصادي، ومفكر إسلامي، وسياسي.
حصل على ماجستير في الهندسة، وليسانس في الآداب قسم الاجتماع، إلى جانب دبلومات في الدراسات الإسلامية وإدارة الأعمال والتسويق الدولي.
عمل في التدريس الجامعي حتى قرارات سبتمبر 1981 التي أصدرها السادات، والتي أخرجته من الجامعة ودفعت به أكثر إلى صفوف العمل الدعوي والسياسي.
رجل أعمال وإستراتيجي التنظيم
ورث الشاطر حب التجارة عن والده وجده، ودخل عالم البيزنس مبكرًا، أسس شركات عديدة أبرزها "سلسبيل" للحاسبات عام 1992 التي كانت رائدة في إدخال الحاسوب والبرمجيات العربية إلى مصر.
ورغم النجاحات، صودرت شركاته أكثر من مرة ضمن حملات أمنية استهدفت الجماعة، كما لعب دور العقل في الإخوان، خاصة في ملف التطوير والاتصالات الدولية.
سيرة نضالية خلف القضبان
دخل السجن أول مرة في عهد جمال عبد الناصر بعد مظاهرات 1968 الطلابية، ثم توالت الاعتقالات في عهدي السادات ومبارك، ليقضي ما مجموعه 12 عامًا خلف القضبان قبل ثورة 25 يناير 2011. أبرزها محاكمات عسكرية في التسعينيات على خلفية ما عرف بقضية "سلسبيل"، ثم محاكمات أخرى اتهم فيها بتمويل الجماعة عبر أعماله التجارية.
رؤية سياسية لمصر بعد الثورة
في مقابلاته العلنية، خصوصًا مع قناة الجزيرة عام 2011، أكد أن الثورة المصرية "لم تنته بعد"، داعيًا إلى بناء نظام سياسي جديد يحقق المشاركة الشعبية ويطهر البلاد من بقايا نظام مبارك.
وحدد أولوياته في الاقتصاد، الأمن، وإعادة بناء الدولة، متعهدًا بمضاعفة الناتج القومي خلال خمس سنوات، كما شدد على أن "نهضة مصر" لا يمكن أن يحققها الإخوان وحدهم، بل بالشراكة مع القوى الوطنية والأقباط باعتبارهم "إخوة في الوطن".
استبعاد ثم اعتقال
رغم الدعم التنظيمي، استبعدته لجنة الانتخابات الرئاسية لأسباب تتعلق بأحكام سابقة بالإعتقال، فدخل الدكتور محمد مرسي بدلاً منه ليصبح لاحقًا أول رئيس مدني منتخب في مصر. لكن بعد الانقلاب العسكري في 3 يوليو 2013، كان الشاطر من أوائل قيادات الإخوان الذين اعتُقلوا.
في محاكمات متتالية، وُجهت له تهم التخابر والتحريض على العنف، وحُكم عليه بالمؤبد ثم بالإعدام في 2015، قبل أن يُعاد النظر في القضايا لاحقًا. ورغم السجن.
شهادات ما بعد الانقلاب
في يوليو 2019، تحدث لأول مرة أمام المحكمة كاشفًا عن زيارات لمسؤولين أجانب – بينهم وزير خارجية الإمارات ووفود أميركية وأوروبية – التقوه في محبسه بعد الانقلاب، وطلبوا منه القبول بـ"الأمر الواقع" مقابل الإفراج عن قيادات الجماعة.
فيديوهات:
https://www.youtube.com/watch?v=G8ILfpJHYPI
https://www.youtube.com/watch?v=l6oogVlYLHU
https://www.youtube.com/watch?v=7cW-0d9ffgw
https://www.youtube.com/watch?v=dVdMZDMCTHI