أعلن محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي"، قائد قوات الدعم السريع المدعوم من الاحتلال الإماراتي، عن تشكيل حكومة موازية في إقليم دارفور، وتنصيبه رئيساً للمجلس الرئاسي لهذه الحكومة، في خطوة وُصفت على نطاق واسع بأنها تهديد مباشر لوحدة البلاد واستقرارها.
 

إعلان في قلب دارفور
جاءت الخطوة من خلال تحالف "السودان التأسيسي" المعروف اختصاراً بـ"تأسيس"، الذي أكد في بيان رسمي أن حميدتي أدى اليمين الدستورية في مدينة نيالا بجنوب دارفور، إحدى أكبر مدن الإقليم، لتصبح بذلك العاصمة الفعلية لقوات الدعم السريع. ووفق البيان، فقد رُسمت ملامح مرحلة جديدة تستند إلى "نظام لامركزي" يزعم التحالف أنه يستند إلى "دستور السودان الانتقالي لسنة 2025".

وأدى إلى جانب حميدتي عدد من القادة والقيادات المسلحة والسياسية اليمين الدستورية، بينهم عبد العزيز آدم الحلو، رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان، الذي تولى منصب نائب الرئيس، بالإضافة إلى 15 عضواً آخرين يمثلون قادة أقاليم وحركات مسلحة، مثل الهادي إدريس يحيى، الطاهر أبوبكر حجر، وجوزيف توكا علي، وآخرين.
 

ردود فعل غاضبة
قوبل الإعلان برفض واسع من مؤسسات الدولة السودانية والمجتمع الدولي، فقد أعلنت وزارة الخارجية السودانية والجيش رفضهما القاطع للخطوة، فيما أصدرت الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي ومجلس الأمن الدولي بيانات اعتبرت تشكيل حكومة موازية في دارفور تهديداً لوحدة السودان، وخطوة قد تدفع البلاد إلى مرحلة تقسيم فعلية.
 

حميدتي: الحرب فُرضت علينا
وفي خطاب عقب أدائه القسم، قال حميدتي إن تشكيل الحكومة الجديدة "ليس بالأمر السهل"، لكنه اعتبرها خطوة نحو تنفيذ مهام السلام الشامل وإنهاء الحروب الطويلة في السودان.

وألقى باللوم على ما وصفه بـ"الانحياز إلى الاتفاق الإطاري"، معتبراً أن الحرب الحالية "فُرضت على السودان"، مجدداً دعوته لتحقيق دولي شفاف لمعرفة المسؤولين عن إشعال النزاع.
 

دارفور بؤرة الصراع
منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قبل نحو 28 شهراً، تحولت دارفور إلى ساحة قتال رئيسية، ورغم سيطرة قوات حميدتي على معظم أجزاء الإقليم، فإن المعارك الضارية ما تزال محتدمة للسيطرة على مدينة الفاشر، العاصمة التاريخية لدارفور، حيث يعيش مئات الآلاف من المدنيين تحت حصار خانق منذ أكثر من 500 يوم، ما دفع كثيرين منهم إلى الاعتماد على علف الحيوانات كغذاء للبقاء على قيد الحياة.

كما تعرضت مدينة نيالا، حيث جرى تنصيب حميدتي، لهجمات بطائرات مسيّرة بالتزامن مع الإعلان، ما عكس هشاشة الوضع الأمني واشتداد المواجهات.