شهدت العاصمة السعودية الرياض مساء أمس، الحفل الختامي لبطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية لعام 2025، بحضور ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، الذي قام بتتويج فريق "فالكونز" بكأس البطولة بعد تصدره الترتيب العام برصيد 5200 نقطة وحصوله على الجائزة الكبرى البالغة 7 ملايين دولار، من إجمالي الجوائز التي تجاوزت 70 مليون دولار، كأضخم مجموع جوائز في تاريخ الرياضات الإلكترونية.
واستمرت البطولة على مدار 7 أسابيع، بمشاركة أكثر من 2000 لاعب محترف من 200 نادٍ يمثلون 100 دولة حول العالم، خاضوا منافسات في 25 بطولة تغطي أشهر الألعاب الإلكترونية.
كما رافق الحدث تنظيم أكثر من 1500 فعالية مجتمعية وثقافية وترفيهية، مما منح البطولة بعدًا إنسانيًا واجتماعيًا، ورسّخ مكانة الرياض كوجهة عالمية رائدة في صناعة الترفيه والرياضات الإلكترونية.
وتأتي هذه البطولة في إطار مبادرة أعلن عنها ولي العهد عام 2023، حيث استضافت الرياض النسخة الأولى في 2024، لتعود هذا العام بنسختها الثانية.
لكن وعلى النقيض من أجواء الاحتفالات بالرياض، تعيش غزة واحدة من أحلك لحظاتها التاريخية في ظل حرب إبادة تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي، وسط غضب عالمي متصاعد من حجم الجرائم المرتكبة بحق المدنيين الفلسطينيين.
فوفق وزارة الصحة في غزة، ارتفع عدد الشهداء إلى 62,819، والإصابات إلى 158,629، مع أكثر من 10 آلاف مفقود تحت الركام، فيما يعيش أكثر من مليوني فلسطيني نزوحًا قسريًا في ظل حصار خانق ومجاعة تتفاقم يومًا بعد يوم.
كما ارتكب الاحتلال أكثر من 15 ألف مجزرة، أبيدت خلالها نحو 2500 عائلة من السجل المدني، ودُمر 88% من مباني القطاع بخسائر تزيد عن 62 مليار دولار، إضافة إلى تدمير مئات المدارس والمساجد والمرافق الحيوية.
وتواجه السعودية ودول عربية أخرى انتقادات شديدة من منظمات حقوقية وناشطين حول العالم، اعتبروا أن انشغالها بإطلاق فعاليات ترفيهية كبرى في وقت يشهد فيه الفلسطينيون "حرب إبادة" يكشف "انفصالًا عن المأساة الإنسانية" وصمتًا رسميًا عربيًا مريبًا تجاه العدوان الإسرائيلي.
وبينما يتصاعد الغضب الشعبي والدولي ضد الاحتلال وحلفائه، يبقى التناقض صارخًا بين مهرجانات الترفيه في الرياض ومجازر الإبادة في غزة، ليطرح تساؤلات كبرى حول أولويات العالم العربي في زمن الدم الفلسطيني.