في تطور غير مسبوق يثير الجدل على المستويين الإقليمي والدولي، كشفت تقارير غربية عن تسليم الإمارات العربية المتحدة أول شحنة أسلحة رسمية إلى إسرائيل، في خطوة وُصِفت بأنها تحول تاريخي في العلاقات العسكرية بين الجانبين.
العملية التي جرت بسرية وحذر شديدين، شملت هبوط طائرة شحن عسكرية إماراتية في مطار رامون الإسرائيلي، وسط تعقيدات لوجستية ومسارات جوية غير معتادة، ما يعكس حساسية الصفقة وخطورتها على توازنات المنطقة.

ووصفت وسائل إعلام غربية هذا الحدث بأنه تطور أذهل المراقبين في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، ويمثل تحولًا تاريخيًا ومثيرًا للجدل بدرجة كبيرة في العلاقات العسكرية الإقليمية.
 

تسليم الشحنة
تم تسليم الشحنة على متن طائرة شحن عسكرية إماراتية تحمل الرقم FY4942، هبطت في مطار رامون جنوب إسرائيل مطلع هذا الأسبوع.
أكدت مصادر مطلعة أن الطائرة كانت تحمل معدات عسكرية، ويُعتقد أنها أول شحنة أسلحة رسمية من الإمارات العربية المتحدة إلى إسرائيل.
 

مسار الرحلة
زاد من تعقيد العملية الحساسة أصلًا أن مسار الرحلة FY4942 تجنب المجال الجوي الأردني، وهو مؤشر واضح على أن عمّان لم تمنح الطائرة الإماراتية تصريحًا بالتحليق.
وبدلًا من ذلك، سلكت طائرة النقل العسكرية Il-76 مسارًا أطول، متجاوزةً على الأرجح الأردن عبر ممرات تسيطر عليها السعودية أو مصر.

قال الدكتور عمر زيدان، محلل طيران إقليمي مقيم في إسطنبول:

"لم تكن هذه رحلة شحن روتينية. إن تغيير مسار طائرة عسكرية حول الأردن، خصوصًا خلال عملية تسليم مشحونة سياسيًا كهذه، يُشير إلى أن الجميع خلف الكواليس ليسوا على دراية بما يحدث."

 

أول نقل عسكري علني
حتى الآن، اقتصر التعاون بين إسرائيل والإمارات على المشاريع التجارية والسياحة وتبادل التكنولوجيا والتواصل الدبلوماسي.
ورغم وجود شبهات حول تنسيق عسكري في مجالي الاستخبارات والأمن السيبراني، فإن هذه الخطوة تُعد نقلة جديدة.

قالت يائيل بنمئير، محللة شؤون الدفاع في تل أبيب:

"تُشير الإمارات إلى مستوى جديد من الالتزام بتحالفها مع إسرائيل. لا يمكن لمثل هذا التحرك أن يتم دون حسابات استراتيجية، فالأمر يتجاوز مجرد الأسلحة، بل يتعلق بالموقف."

وقالت لينا دبوس، أستاذة العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية ببيروت:

"قد يأتي هذا بنتائج عكسية على الإماراتيين. فأي دولة عربية تُزوّد إسرائيل بالأسلحة مباشرةً تُعرّض صورتها العامة لضربة قوية، خاصة إذا استُخدمت تلك الأسلحة في الأراضي الفلسطينية."

 

تأكيدات ميدانية
رغم الصمت الإماراتي، أكدت بيانات تتبع الرحلات الجوية، وصور الأقمار الصناعية من مصادر استخبارات مفتوحة، إضافة إلى روايات شهود عيان بالقرب من مطار رامون، هبوط الطائرة FY4942 وتفريغ حمولتها تحت حراسة عسكرية مشددة.

قال الدبلوماسي الأردني السابق حسين مروان:

"إنه خط أحمر لم تتوقع دول عربية كثيرة تجاوزه. وما سيحدث لاحقًا قد يُعيد تشكيل التحالفات في الشرق الأوسط."

 

في النهاية، لا يمكن النظر إلى هذه الشحنة العسكرية كصفقة عابرة، بل هي مؤشر على تحالفات جديدة تتشكل في الخفاء لتطفو اليوم على السطح.
فحين تتحول العلاقات بين الإمارات وإسرائيل من التطبيع الاقتصادي إلى التعاون العسكري العلني، فإن ذلك يفتح الباب أمام سيناريوهات أكثر خطورة، خاصة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين وتصاعد الانتهاكات في القدس وغزة.
خطوة كهذه قد تعمّق الشرخ بين الأنظمة والشعوب العربية، وتؤكد أن مسار التطبيع تجاوز كل الخطوط الحمراء، لتصبح القضية الفلسطينية الخاسر الأكبر في معادلة المصالح الإقليمية.

ويبقى السؤال: ما الذي تخطط له هذه التحالفات العسكرية في ظل اشتعال الأزمات في المنطقة؟