نعت نقابة الصحفيين المصريين، 6 من الصحفيين الفلسطينيين الذين استشهدوا جراء قصف إسرائيلي مباشر استهدف خيمة للصحفيين قرب مستشفى الشفاء في مدينة غزة، من بينهم مراسلا قناة الجزيرة أنس الشريف ومحمد قريقع، إلى جانب الزملاء إبراهيم ظافر ومحمد نوفل ومؤمن عليوة ومحمد الخالدي.
وأدانت النقابة في بيان رسمي ما وصفته بـ"الجريمة البشعة"، مؤكدة أن عملية الاغتيال تمت مع سبق الإصرار عبر استهداف مباشر لزملاء المهنة، في جريمة تُضاف إلى سجل طويل من الانتهاكات التي ارتكبها جيش الاحتلال بحق الصحفيين والإعلاميين منذ اندلاع حرب الإبادة في السابع من أكتوبر 2023.
الإبادة الإعلامية.. رقم غير مسبوق في التاريخ الحديث
أشارت النقابة إلى أن استشهاد الصحفيين الستة يشكل "حلقة جديدة ضمن سلسلة الإبادة الإعلامية" التي ينفذها الاحتلال، موضحة أن عدد الصحفيين الشهداء في غزة بلغ أكثر من 230، وهو رقم يتجاوز مجموع شهداء المهنة في حرب فيتنام وحرب العراق مجتمعين، ويفوق حصيلة قتلى الصحفيين في الحرب العالمية الثانية التي بلغت 69 صحفيا فقط.
وأضاف البيان أن الاحتلال لا يكتفي بالقتل المباشر، بل يمارس الاعتقال التعسفي بحق عشرات الصحفيين، ويقصف منازلهم عمدا، مما يؤدي إلى تشريد أسرهم، في سياسة منهجية تهدف لإسكات صوت الحقيقة ومحو الشهود على الجرائم.
أنس الشريف.. هدف دائم للتحريض والقصف
ولفتت النقابة إلى أن الزميل أنس الشريف كان هدفا لحملات تحريض إسرائيلية ممنهجة بسبب تغطيته المكثفة لجرائم الاحتلال، حيث تعرض منزله في مخيم جباليا للقصف في ديسمبر 2023، ما أسفر عن استشهاد والده، قبل أن يُغتال فجر أمس مع زملائه.
في المقابل، حاول جيش الاحتلال تبرير الجريمة بالزعم أن الشريف "شغل منصب قائد خلية في حركة حماس"، وهي الرواية التي رفضتها مؤسسات إعلامية وحقوقية واعتبرتها امتدادا لسياسة شيطنة الصحفيين لتبرير قتلهم.
جرائم حرب و"تواطؤ دولي"
اتهمت النقابة المجتمع الدولي بالصمت المخزي والتواطؤ، مؤكدة أن الجرائم بحق الصحفيين والمدنيين في غزة تُرتكب بمشاركة أمريكية مباشرة في التسليح والدعم، وسط ضعف عربي غير مسبوق، وتحويل شعارات حقوق الإنسان إلى "مجرد حبر على ورق".
وحذرت النقابة من أن الاحتلال يستخدم، إلى جانب سلاح القتل والاعتقال، التجويع كأداة للإبادة الجماعية عبر الحصار المطبق على غزة، وحرمان المدنيين من الغذاء والدواء، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية.
دعوة للمحاكمة الدولية
طالبت النقابة المجتمع الدولي بـ"محاكمة عاجلة لمجرمي الحرب الصهاينة ومطاردتهم أمام المحاكم الدولية"، مؤكدة أن دماء الشهداء وصمود الصحفيين ستظل شاهدا على جرائم الاحتلال حتى تتحرر فلسطين.
حصيلة قاتمة
بحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، ارتفع عدد الصحفيين الذين استشهدوا منذ بداية الحرب إلى 238 صحفيا وصحفية، في ما وصفته منظمات حقوقية بأنه "أكبر حصيلة لاستهداف الصحافة".
وأكدت النقابة في ختام بيانها أن "الزملاء في غزة يواجهون الموت كل لحظة من أجل نقل الحقيقة، ويجسدون أسمى معاني التضحية وسط ركام المنازل وأنين المشردين، في وقت يواصل فيه الاحتلال ارتكاب جرائمه بلا رادع".