صوّت نوّاب إيرانيون لصالح إغلاق مضيق هرمز – الممر الحيوي لتصدير النفط والغاز عالميًا – ردًا على الضربات الجوية الأميركية التي استهدفت ثلاثة مواقع نووية إيرانية السبت الماضي. وإذا وافق المرشد الأعلى علي خامنئي على هذا القرار، فقد يؤدي إلى اضطرابات في أسواق الطاقة وارتفاع حاد في الأسعار حول العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة.
جاء هذا التهديد الإيراني بعد الضربات الأميركية على منشآت نطنز وفوردو وأصفهان النووية، بينما تترقب الأسواق كيف سترد طهران.
المضيق، الذي يبلغ عرضه نحو 21 ميلًا في أضيَق نقطة، يحتوي على ممرين ملاحيين بعرض ميلَين لكل اتجاه. ويمر عبره حوالي 20% من تجارة النفط العالمية. أي اضطراب في حركة الملاحة سيؤدي على الأرجح إلى قفزات في الأسعار.
 

ما الذي يجب معرفته؟

وفقًا لوكالة الطاقة الأميركية (EIA)، شهد الربع الأول من 2025 مرور ما يقرب من 15 مليون برميل يوميًا من النفط الخام والمكثفات، بالإضافة إلى 8 ملايين برميل من المشتقات النفطية عبر المضيق.
رغم أن معظم الشحنات – حوالي 80% – تذهب إلى الأسواق الآسيوية، إلا أن نحو 2 مليون برميل يوميًا يصل إلى الولايات المتحدة، ما يجعل الأسواق الأميركية معرضة لتأثير مباشر في حال الإغلاق.
أسعار خام برنت ارتفعت من 69 دولارًا للبرميل يوم 12 يونيو إلى 74 دولارًا في اليوم التالي، وقفزت بنسبة 4% إضافية بعد الضربات الأميركية لتصل إلى 80 دولارًا، حسب فاينانشال تايمز.

تأثيرات محتملة على الأميركيين
يرى محللون أن إغلاق المضيق – حتى جزئيًا – قد يؤدي إلى: ارتفاع فوري في أسعار النفط بنسبة 30 إلى 50%، ووصول أسعار البنزين في الولايات المتحدة إلى ما بين 5 و7 دولارات للغالون الواحد، بحسب المدة، واضطرابات في سوق العمل والاستثمار المحلي بسبب التأثير النفسي والاقتصادي ("الروح الحيوانية" كما وصفها أحد المحللين)، وتعطّل سلاسل التوريد الخاصة بالغاز الطبيعي المسال والمنتجات ذات الصلة، وتحركات عسكرية محتملة من البحرية الأميركية وحلفائها لحماية الملاحة.
 

ماذا يقول الخبراء؟

يرى جريج كينيدي، أستاذ الاقتصاد السياسي بجامعة كينجز لندن: "هذا ليس حدثًا محليًا. له تأثيرات استراتيجية عالمية".
وقال خورخي ليون، رئيس التحليل الجيوسياسي في Rystad Energy: "في حال استهدفت إيران البنية التحتية النفطية مباشرة، سترتفع الأسعار بشكل حاد جدًا".
وأوضح سبنسر حكيميان، مؤسس Tolou Capital: "نحو 50 ناقلة نفط ضخمة تحاول الخروج من المضيق حاليًا... السوق تتوقع الحصار".
وكتب دونالد ترامب، الرئيس الأميركي، على Truth Social: "أي رد من إيران على الولايات المتحدة سيُقابل بقوة أعظم بكثير مما رأيتم الليلة".
وغرد براين كراسينستين، ناشط ومحلل على منصة X: "إذا أُغلق المضيق، توقّعوا ارتفاع أسعار البنزين بشكل كبير داخل أميركا، مع مخاطر تصعيد عسكري".
 

ماذا بعد؟

القرار النهائي بشأن الرد الإيراني، سواء عبر التفاوض أو التصعيد أو إغلاق المضيق، يعود إلى المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي. تصويت البرلمان لا يُعد مُلزِمًا، بل توصية فقط. ومع أن إيران امتنعت عن إغلاق المضيق في أوقات سابقة حتى في ظل الحرب مع العراق، إلا أن الوضع الحالي يُمثّل تصعيدًا غير مسبوق قد يدفعها لتغيير استراتيجيتها.
 

https://www.newsweek.com/how-could-strait-hormuz-closure-impact-americans-2089072