شهدت محافظة المنيا واقعة إنسانية مؤلمة، عكست جانبًا من الضغوط الاقتصادية المتصاعدة التي يعيشها آلاف الموظفين، بعدما حاول موظف بإحدى شركات المطاحن إنهاء حياته بإلقاء نفسه من أعلى مبنى المطحن، احتجاجًا على عدم صرف العلاوة المستحقة له، في مشهد أثار حالة من القلق والتعاطف بين زملائه والمواطنين.
وبحسب مصادر أمنية، تلقت الأجهزة المعنية بلاغًا يفيد بمحاولة موظف الصعود إلى أعلى مبنى المطحن وتهديده بالقفز، ما استدعى تحركًا من الحماية المدنية، التي انتقلت إلى موقع البلاغ.
وأفادت المصادر أن فرق الحماية المدنية تعاملت مع الموقف بحذر شديد، حيث جرى التفاوض مع الموظف ومحاولة تهدئته نفسيًا، والاستماع إلى شكواه، قبل أن تنجح القوات في إقناعه بالعدول عن قراره، وإنزاله من أعلى المبنى بسلام، دون وقوع أي إصابات.
وعقب السيطرة على الموقف، جرى تحرير محضر بالواقعة، وإخطار الجهات المختصة، تمهيدًا لفحص شكوى الموظف المتعلقة بعدم صرف العلاوة الخاصة به، واتخاذ الإجراءات القانونية والإدارية اللازمة.
خلفية اقتصادية ضاغطة
الواقعة لم تُقرأ فقط باعتبارها حادثًا فرديًا، بل اعتبرها كثيرون انعكاسًا مباشرًا للظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، في ظل تراجع قيمة الجنيه، وارتفاع معدلات التضخم، وزيادة أسعار السلع الأساسية، مقابل ثبات أو تدني الأجور، وهو ما يضع شريحة كبيرة من الموظفين تحت ضغوط معيشية ونفسية متراكمة.
وأكد مراقبون أن تأخر أو عدم صرف مستحقات مالية، مثل العلاوات أو الحوافز، بات يمثل أزمة حقيقية للموظفين محدودي الدخل، خاصة مع الارتفاع المستمر في تكاليف المعيشة، من إيجارات وفواتير وخدمات، ما يدفع البعض إلى حافة اليأس.

