أعلنت أسرة الناشط والكاتب المصري البريطاني علاء عبد الفتاح أن السلطات منعته من السفر إلى بريطانيا، أثناء وجوده في مطار القاهرة يوم 11 نوفمبر الجاري، رغم حصوله على قرار عفو رئاسي قبل أسابيع قليلة فقط.
منع مفاجئ في المطار
قالت شقيقته سناء سيف، خلال كلمتها في حفل توزيع جوائز ماغنيتسكي لحقوق الإنسان في لندن، إن الأسرة تفاجأت بإبلاغهم في مطار القاهرة بأن علاء “ممنوع من السفر”، دون إبداء أي أسباب، رغم إنهاء إجراءات السفر والتجهيز للرحلة.
كان علاء يعتزم السفر لحضور الحفل الذي اختير فيه، إلى جانب والدته ليلى سويف، لنيل جائزة “الشجاعة في مواجهة النيران”، تقديرًا لمسيرته الحقوقية ونضاله طوال سنوات السجن.
وبسبب المنع، تسلّمت سناء الجائزة نيابة عنه، مؤكدة في كلمتها أنها كانت تأمل حضور شقيقها ليقف على المسرح بنفسه، و“ليجتمع بابنه خالد في برايتون بعد سنوات الفراق”.
خلفية الإفراج وصدمة القيود الجديدة
أُفرج عن علاء عبد الفتاح في سبتمبر الماضي بموجب عفو رئاسي، بعد سنوات طويلة قضاها خلف القضبان. جاء الإفراج بعد حملة حقوقية واسعة، وإضراب مطوّل خاضته والدته ليلى سويف لمدة 287 يومًا، انتهى بتدهور خطير في حالتها الصحية، حتى أنها كادت تفقد حياتها مرتين في فبراير ويونيو 2025.
ورغم رفع عدد من القيود سابقًا، ومنها شطبه من قائمة الكيانات الإرهابية بقرار من محكمة جنايات القاهرة في يوليو الماضي، فإن منعه من السفر أعاد الأسئلة حول استمرار القيود غير المعلنة المفروضة عليه.
انتظار لقاء الابن بعد سنوات
يمثّل قرار المنع ضربة جديدة لعلاء، الذي لم يتمكن حتى الآن من السفر لرؤية ابنه الوحيد خالد، المصاب باضطراب طيف التوحد، والذي يعيش ويدرس في مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة في مدينة برايتون البريطانية. وكانت هذه الرحلة ستشكّل أول لقاء بينهما منذ سنوات طويلة.
خلفية سياسية ونضالية طويلة
يُعد علاء عبد الفتاح أحد أبرز رموز ثورة 25 يناير 2011، وأحد أهم الأصوات النقدية في المجال السياسي والحقوقي منذ عهد حسني مبارك وحتى اليوم. قضى معظم العقد الماضي بين السجون، إذ اعتُقل للمرة الأولى بعد الثورة في قضايا تظاهر، ثم أُوقف عام 2014 بتهمة “التظاهر غير المصرّح به والاعتداء على ضابط”، قبل أن يعود للاعتقال مرة أخرى في 2019 ويحكم عليه بالسجن خمس سنوات بتهمة “نشر أخبار كاذبة”.
إجمالًا، أمضى علاء ما يقارب عشر سنوات خلف القضبان، بينما واصلت أسرته حملات الضغط محليًا ودوليًا للمطالبة بالإفراج عنه وإنهاء التضييق عليه.

