حذرت دراسة من أن التعرض للضوضاء الصاخبة لمدة ساعة واحدة فقط يوميًا قد يؤدي إلى تفاقم أعراض مرض باركنسون. 

 

وفحص باحثون في الصين، فئران تم تعديلها لتكون في المراحل المبكرة من مرض باركنسون، وهو اضطراب عصبي تقدمي ناجم عن موت الخلايا العصبية في الدماغ التي تنتج الدوبامين.

 

ويؤدي نقص الدوبامين إلى الرعشة ومشاكل التوازن والتصلب وصعوبة التحدث، وكلها أعراض تتفاقم مع مرور الوقت.

 

خلال التجربة، وضعت الفئران في غرف عازلة للصوت مع خروج الضوضاء من مكبرات الصوت فوق الأقفاص، مما أدى إصابتها بمرض باركنسون، لكن لم تظهر عليها أي أعراض بعد. 

 

في إحدى مراحل التجربة، عُرضت الفئران للضوضاء مرة واحدة لمدة ساعة. وفي المرحلة الثانية، أُطلقت الأصوات لمدة ساعة واحدة يوميًا لمدة سبعة أيام إجمالًا. 

 

تم تشغيل الأصوات بشكل عشوائي لمدة تتراوح بين خمس إلى ثلاثين ثانية في كل مرة بدرجات متفاوتة من الشدة. تتراوح بين 85 و100 ديسيبل، ما يعادل تقريبًا صوت الخلاط. 

 

بعد مرور ساعة واحدة فقط من وجود الفئران بالقرب من الضوضاء، بدأت الفئران تتحرك ببطء أكثر وكان توازنها منخفضًا مقارنة بالفئران في المجموعة الضابطة.  

 

صعوبات حركية

 

وعلى الرغم من تعافيها بعد يوم واحد، إلا أن الفئران التي تعرضت للضوضاء لمدة ساعة يوميًا لمدة أسبوع أظهرت صعوبات حركية مزمنة، وفقًا للنتائج التي نشرتها مجلة "بلوس بيولوجي".

 

بالإضافة إلى ذلك، وجد الفريق أن التلة السفلية في الدماغ، التي تعالج الصوت، متصلة بالجزء المدمج من المادة السوداء، وهي منطقة تنتج الدوبامين والتي تتضرر بشدة في مرض باركنسون. 

 

ولاحظ الباحثون أن تنشيط التلة السفلية بشكل مزمن يحاكي تأثيرات الضوضاء العالية في الفئران المصابة بمرض باركنسون عن طريق قتل الخلايا التي تنتج الدوبامين. 

 

وقال الباحثون إن النتائج تسلط الضوء على "الدور المحتمل للعوامل البيئية في تفاقم مرض باركنسون".

 

ويعتقد الخبراء أن العوامل البيئية قد تكون مسؤولة جزئيًا عن ارتفاع معدلات الإصابة، بعدما وجد الباحثون في ولاية مينيسوتا الأمريكية أن التعرض للجسيمات الملوثة PM2.5 يزيد من خطر الإصابة بمرض باركنسون بنسبة 36 في المائة.

 

وتوصلت دراسة أخرى نشرت هذا العام إلى أن استهلاك 11 حصة على الأقل من الأطعمة فائقة التصنيع في اليوم يزيد من خطر ظهور أعراض مرض باركنسون المبكرة من خلال إتلاف الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين. 

 

ولا يوجد علاج لمرض باركنسون، ولكن الأدوية والعلاجات الأخرى يمكن أن تساعد في استبدال الدوبامين المفقود والحفاظ على الأعراض تحت السيطرة، بحسب ما ذكرت صحيفة "ديلي ميل". 

 

وعلى الرغم من أن الدراسة أجريت على الفئران، وقد تكون هناك مناطق إضافية من الدماغ تشارك في هذه العملية، فإن النتائج تشير إلى وجود صلة بين مناطق معالجة الصوت في الدماغ وتلك التي تتضرر في مرض باركنسون. 

 

وقال الباحثون: "كان من المثير للاهتمام بشكل خاص ملاحظة كيف يتسبب الضوضاء البيئية في التنكس العصبي الدوباميني والعجز الحركي، مما يوفر رؤى جديدة حول عوامل الخطر غير الوراثية لمرض باركنسون".