شهدت قرية جروان التابعة لمركز الباجور بمحافظة المنوفية ظهور عدد من حالات الإصابة بمرض الجدري المائي بين طلاب المرحلة الابتدائية، وسط تحركات عاجلة من الجهات الصحية والتعليمية للسيطرة على الموقف ومنع تفشي العدوى، في تطوّر صحي مثير للقلق داخل الأوساط التعليمية.

 

وبحسب مصدر طبي بالإدارة الصحية بالباجور، تم رصد نحو 10 إصابات مؤكدة بالجدري المائي داخل مدرسة الشهيد أحمد سالم البيومي الابتدائية، وتحديدًا بين طلاب فصل (5/5). وقد جرى توقيع الكشف الطبي على جميع التلاميذ المصابين من قبل الفريق الصحي التابع للوحدة الصحية بالقرية، مع تطبيق الإجراءات الوقائية المعتمدة من وزارة الصحة لحصر العدوى ومتابعة المخالطين.

 

وأوضح المصدر أن المصابين تم تحويلهم إلى العيادة المدرسية والتأمين الصحي لمتابعة حالتهم الصحية بشكل مستمر، مؤكدًا أنه تم عزل الطلاب منزليًا لحين تمام شفائهم، مع إلزام أولياء أمورهم بعدم عودتهم إلى الدراسة إلا بعد تقديم شهادة شفاء معتمدة من التأمين الصحي تثبت خلوهم من الفيروس.

 

وأشار إلى أن اللجنة الطبية المختصة قامت بفحص جميع الطلاب داخل المدرسة، خاصة زملاء الفصل والمخالطين المباشرين للمصابين، للتأكد من عدم انتقال العدوى، مضيفًا أن نتائج الفحص الأولية تؤكد أن بقية التلاميذ لا تظهر عليهم أعراض المرض حتى الآن.

 

وفي السياق ذاته، شددت الإدارة الصحية بالباجور على استمرار أعمال المتابعة اليومية للحالة الصحية بالمدرسة، بالتنسيق مع إدارة الباجور التعليمية ومديرية الصحة بالمنوفية، كما تم توجيه فرق التثقيف الصحي لتنفيذ حملات توعوية للتلاميذ والمعلمين حول سبل الوقاية، وأهمية النظافة الشخصية وغسل اليدين بانتظام، والتعامل الصحيح مع أي أعراض تظهر بين الطلاب.

 

من جانبهم، أعرب عدد من أولياء الأمور عن قلقهم من احتمالية انتشار العدوى في مدارس أخرى، مطالبين بتكثيف أعمال التطهير والتعقيم داخل الفصول ودورات المياه بشكل يومي، حفاظًا على سلامة أبنائهم.

 

وفي الوقت نفسه، كشفت مصادر مطلعة أن محافظات أخرى، من بينها محافظة القاهرة، شهدت أيضًا حالات إصابة متفرقة بالجدري المائي بين طلاب المدارس الابتدائية، إلا أنه لم يتم الإعلان عنها رسميًا بعد، وتعمل الإدارات الصحية هناك على التعامل مع الموقف وفق الإجراءات ذاتها التي تم تطبيقها في المنوفية.

 

ويُعد الجدري المائي من الأمراض الفيروسية المعدية التي تنتشر بسرعة بين الأطفال في المدارس، خاصة في الفصول المزدحمة، حيث ينتقل الفيروس عن طريق الرذاذ أو التلامس المباشر. وتتمثل أعراضه في ارتفاع درجة الحرارة وظهور طفح جلدي وحكة شديدة، ويستمر المرض عادة من 7 إلى 10 أيام، مع إمكانية الشفاء التام بعد الالتزام بالعلاج والعزل.