شارك الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، في مظاهرة حاشدة بميدان تايمز سكوير بمدينة نيويورك، حيث دعا بشكل مباشر إلى إنشاء جيش دولي تطوعي يهدف إلى حماية الإنسانية وتحرير فلسطين.
بيترو، المعروف بمواقفه المناهضة للسياسات الاستعمارية والداعمة للقضايا التحررية، وصف ما يجري في قطاع غزة بأنه "إبادة جماعية بكل معنى الكلمة"، مؤكداً أن الهدف من هذه الجرائم هو القضاء على الشعب الفلسطيني برمته. وأضاف في كلمته: "لا يمكن تفسير ما يحدث بغير ذلك، التاريخ يخبرنا أنه حينما تفشل الدبلوماسية، يجب الانتقال إلى مرحلة أخرى لحماية الشعوب من الفناء".
مواجهه ترامب في دارة ⚡️‼️🚨
— موسكو | 🇷🇺 MOSCOW NEWS (@M0SC0W0) September 26, 2025
رئيس كولومبيا بيترو وسط نيويورك :
أطلب من جميع جنود الجيش الأمريكي أن يعصوا أمر ترامب. لا ترفعوا أيديكم ضد الإنسانية. pic.twitter.com/MJcuwSU6RF
بيترو: الدبلوماسية انهارت والفيتو الأميركي دفن العدالة
الرئيس الكولومبي أشار إلى أن الولايات المتحدة باستخدامها حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن قد قضت على أي أمل لحل دبلوماسي ينهي المأساة الفلسطينية.
وأوضح: "لقد دمر الفيتو الأميركي الأخير كل آمال الدبلوماسية. عندما تكون هناك إبادة جماعية، فهذا يعني أن جريمة ضد الإنسانية قد ارتكبت، ولا بد من محاسبة المسؤولين عنها".
دعوة لإنشاء جيش عالمي
وجدد بيترو دعوته إلى الدول الرافضة للإبادة الجماعية إلى تشكيل جيش قوي على أساس تطوعي، قائلاً: "إذا زالت فلسطين، زالت الإنسانية، وعلى العالم أن يتحرك قبل فوات الأوان". وأكد أن بلاده كولومبيا لن تتردد في تحمل مسؤولياتها والمشاركة في هذا التكتل العسكري الأممي.
رسالة مباشرة للجنود الأميركيين
وفي خطاب لافت، وجّه بيترو رسالة إلى الجنود الأميركيين قائلاً: "لا تصوبوا صواريخكم ضد الإنسانية، لا تنحنوا للرئيس الأميركي دونالد ترامب، بل اخدموا الإنسانية". وأضاف أنه يكنّ احتراماً عميقاً لجنود أميركا الشمالية الذين قاتلوا النازية في أوروبا، مطالباً إياهم بأن يستلهموا بطولات أسلافهم وألا يقفوا إلى جانب قوى "الإبادة الجماعية".
أزمة دبلوماسية مع واشنطن
وبالتوازي مع هذه المواقف، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية إلغاء تأشيرة دخول الرئيس الكولومبي إلى الولايات المتحدة، مبررة القرار بأن تصريحات بيترو "تحريضية ومتهورة" وأنها شجعت الجنود الأميركيين على "العصيان واستخدام العنف".
القضية الفلسطينية قضية إنسانية
وأكد بيترو أن مأساة غزة لم تعد شأناً محصوراً بالعرب أو الفلسطينيين، بل باتت قضية إنسانية مشتركة تخص البشرية جمعاء. وقال: "ليس لدينا أي عداوة مع الشعب الإسرائيلي أو اليهود، بل على العكس، لدي العديد من الأصدقاء اليهود، لكن ما يجري اليوم هو جريمة ضد الإنسانية، ويجب على العالم أن يرفع صوته كما فعل من قبل في مواجهة النازية".
أرقام الكارثة الإنسانية في غزة
منذ 7 أكتوبر 2023، تشهد غزة إبادة جماعية بدعم أميركي مباشر لإسرائيل، حيث ارتقى أكثر من 65 ألفاً و549 شهيداً، وأصيب ما يزيد عن 167 ألفاً و518 شخصاً، معظمهم من الأطفال والنساء، بينما أدى الحصار والمجاعة إلى وفاة 442 فلسطينياً بينهم 147 طفلاً، وفق أحدث الإحصاءات.
احتجاجات عالمية ضد إسرائيل
وعلى وقع هذه التطورات، تشهد العديد من العواصم والمدن العالمية موجات متصاعدة من المظاهرات المنددة بإسرائيل والمطالبة بوقف الإبادة في غزة. ففي العاصمة الكورية الجنوبية سول، نظم متظاهرون وقفة احتجاجية أقدموا خلالها على إلقاء الأحذية على صورة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تعبيراً عن غضبهم ورفضهم لسياسات الاحتلال.
متظاهرون يلقون الأحذية على صورة لنتنياهو خلال تظاهرة في سول بكوريا الجنوبية pic.twitter.com/K4aZlF4rmt
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 27, 2025