أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، في مقابلة مع قناة التلفزيون العربي، أن تحقيق التفاهم بين المسلمين في المنطقة سيجعل إسرائيل عاجزة عن مهاجمة أي دولة، مشددًا على أن طهران تقف مع الدول العربية الكبرى مثل السعودية ومصر وقطر والإمارات وسلطنة عمان والعراق وتركيا في مواجهة أي عدوان خارجي. وفي حوار اتسم بالتركيز على وحدة الموقف الإقليمي، شدّد بزشكيان على أن إيران مع الحفاظ على وحدة أراضي سوريا ولبنان، معتبرًا أن التماسك والانسجام بين دول المنطقة هو السبيل لمواجهة التحديات المشتركة، وإحباط المخططات التي تستهدف شعوبها.

 

إسرائيل لن تجرؤ أمام التفاهم الإسلامي

أوضح بزشكيان أن أي مشروع عدواني إسرائيلي يستند بالأساس إلى تشرذم الموقف العربي والإسلامي. وقال: "إذا تحقق التفاهم بين المسلمين في المنطقة، لن تتجرأ إسرائيل على مهاجمة أي دولة". وأكد أن بناء جبهة موحدة قادرة على ردع أي تهديد هو أمر ممكن وواقعي، شريطة تجاوز الخلافات البينية، مشيرًا إلى أن إيران ترى في هذه الوحدة ضمانة لحماية السيادة الوطنية لكل دولة، وتكريسًا لأمن المنطقة.

 

إيران مع العرب ضد أي عدوان

أبرز الرئيس الإيراني أن بلاده تنسق مع دول رئيسية في المنطقة، من بينها السعودية ومصر وقطر والإمارات وسلطنة عمان والعراق وتركيا. وأضاف أن الموقف الإيراني يقوم على مبدأ التضامن في مواجهة المخاطر، وليس الهيمنة أو التفرد. وبحسب بزشكيان، فإن أي عدوان خارجي يستهدف دولة في المنطقة، سيكون بمثابة تهديد جماعي يستدعي ردًا جماعيًا، وهو ما يتطلب رؤية مشتركة لمصالح الأمن القومي.

 

التمسك بوحدة سوريا ولبنان

وفيما يتعلق بالملف السوري واللبناني، شدّد بزشكيان على أن الموقف الإيراني ثابت في دعم وحدة أراضيهما، ورفض أي محاولات للتقسيم أو إثارة النزاعات الداخلية. وأوضح أن الحفاظ على وحدة هذه الدولتين هو حجر الأساس في استقرار المشرق العربي، وأن أي تدخلات خارجية تهدف إلى تقسيمها تصب في مصلحة إسرائيل، مؤكداً أن إيران تقف مع سيادة دمشق وبيروت في وجه الضغوط الدولية والإقليمية.

 

الانسجام لمواجهة التحديات

اعتبر الرئيس الإيراني أن المنطقة تواجه اليوم مشكلات كبرى ليست وليدة الصدفة، بل نتيجة مخططات تستهدف إضعافها وتشتيت قواها. وقال: "عازمون ومؤمنون بأننا نستطيع بالوحدة والانسجام التغلب على المشكلات التي يريدونها لنا". وأكد أن طهران ترى في التنسيق بين العواصم الإقليمية خيارًا استراتيجيًا، وليس مجرد خطوة تكتيكية، مشيرًا إلى أن الوحدة الاقتصادية والأمنية ستشكل جدار صد أمام الأزمات، وتعيد للمنطقة زمام المبادرة بعيدًا عن التدخلات الأجنبية.

 

رسائل بزشكيان للداخل والخارج

يحمل خطاب بزشكيان أبعادًا متعددة، فهو يوجّه رسالة للداخل الإيراني بأن الحكومة ماضية في نهج دبلوماسي يقوم على التعاون الإقليمي لا المواجهة المفتوحة، كما يوجّه رسالة للخارج، خصوصًا الغرب وإسرائيل، بأن إيران ليست معزولة، بل متجذرة في محيطها الإسلامي والعربي. ويكشف هذا الخطاب عن محاولة لبناء شبكة من التفاهمات مع القوى الإقليمية الكبرى، بما يحوّل إيران من لاعب منفرد إلى جزء من منظومة إقليمية متكاملة.

 واخيرا تأتي تصريحات الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في سياق لحظة إقليمية حرجة، حيث تتعرض المنطقة لتحديات أمنية وسياسية متصاعدة. ومن خلال دعوته إلى الوحدة والانسجام، يطرح بزشكيان رؤية تقوم على تحويل التشرذم إلى قوة مشتركة، وعلى جعل أي عدوان خارجي مغامرة خاسرة. ويبقى الرهان على قدرة دول المنطقة على ترجمة هذه الدعوات إلى خطوات عملية تعزز السيادة، وتضع حدًا لتغول إسرائيل والتدخلات الخارجية، بما يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الاستقرار والتعاون.