أكدت مصادر طبية وصحفية فلسطينية وفاة الطفل فهد المصري، البالغ من العمر ستة أشهر، في مستشفى ناصر الطبي بمدينة خان يونس، نتيجة إصابته بسوء تغذية حاد وتضخم في الكبد وانسداد بالشرايين، إضافة إلى اصفرار شديد في الجسم، في مشهد يختزل حجم المأساة التي يعيشها قطاع غزة منذ أشهر طويلة.

وذكر الصحفي الفلسطيني عمرو طبش أن حالة الرضيع كانت قابلة للعلاج في الظروف الطبيعية لو توفرت العلاجات الأساسية والإمكانيات الطبية المعتادة، لكن النقص الحاد في الدواء وغياب الغذاء الكافي جعلا من إمكانية إنقاذه أمرًا شبه مستحيل، ليلتحق بقافلة الأطفال الذين أنهكتهم المجاعة وحصار الاحتلال.

 

نقص الدواء والغذاء يفتك بالأطفال

الأطباء في غزة يحذرون منذ أشهر من تدهور خطير في الوضع الصحي، خصوصًا لدى الأطفال والرضع الذين يحتاجون إلى رعاية غذائية خاصة. ويؤكد مختصون أن سوء التغذية بات سببًا رئيسيًا في تزايد أعداد الوفيات، حيث يؤدي غياب العناصر الغذائية الأساسية إلى انهيار جهاز المناعة، ما يفتح الباب أمام أمراض قاتلة كان من الممكن تفاديها بسهولة.

ويشير أطباء في المستشفيات الميدانية إلى أن حالات مشابهة لحالة الطفل المصري تتكرر يوميًا، وأن العديد من الأطفال يدخلون في مراحل خطيرة من سوء التغذية مع غياب الحليب والأغذية العلاجية، ما يفاقم أوضاعهم الصحية ويدفعهم نحو الموت البطيء.

 

حرب إبادة ومعاناة إنسانية بلا أفق

تأتي هذه المأساة في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بدعم أمريكي كامل وصمت وخوف عربي، والتي وصفتها منظمات حقوقية بأنها حرب إبادة جماعية. ووفق إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية، فقد خلفت الهجمات المتواصلة حتى الآن 64,964 شهيدًا، وأكثر من 165,312 جريحًا، إضافة إلى أكثر من 9,000 مفقود ما يزال مصيرهم مجهولًا تحت الأنقاض أو في ظروف النزوح القاسية.

إلى جانب ذلك، تعيش أكثر من مليوني فلسطيني في أوضاع كارثية، حيث دُمرت البنية التحتية والمنازل، وتفشت المجاعة التي أودت بحياة المئات حتى الآن، وسط عجز المجتمع الدولي عن فرض وقف لإطلاق النار أو إدخال مساعدات إنسانية كافية.

https://www.instagram.com/p/DOp_SUQjD36

https://x.com/Dr_Muneer1/status/1967951695343755389