يُعد الدكتور عبدالرحمن عبدالحميد أحمد البر واحدًا من أبرز العلماء الذين جمعوا بين التخصص الأكاديمي العميق في علوم الحديث والدعوة، والانخراط المبكر في العمل الإسلامي العام.

ومع مسيرته الممتدة بين مدارج الأزهر الشريف ومكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين، تشكلت صورة عالم وداعية بارز، ظل حاضرًا في المشهد الدعوي والسياسي، قبل أن ينتهي به المطاف داخل السجون في واحدة من أكثر القضايا المثيرة للجدل في تاريخ مصر الحديث.
 

النشأة والبدايات
وُلد البر في قرية سنبخت التابعة لمركز أجا بمحافظة الدقهلية في يونيو 1963م (الموافق محرم 1383هـ). نشأ في بيئة ريفية متدينة، أسهمت في تشكيل شخصيته منذ وقت مبكر، قبل أن يلتحق بكلية أصول الدين والدعوة بجامعة الأزهر فرع المنصورة.

تخرج عام 1984م متفوقًا كأول دفعته بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف، ليُعين معيدًا في الكلية، ويبدأ رحلة أكاديمية تدرج فيها من الماجستير عام 1989، ثم الدكتوراه عام 1993م بمرتبة الشرف الأولى، وصولًا إلى الأستاذية عام 2004.
 

الوجه الأكاديمي
لم يقتصر حضوره العلمي على مصر فقط، بل أُعير للعمل في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فرع الجنوب (جامعة الملك خالد حاليًا) بين عامي 1996 و2002. أشرف على عشرات الرسائل العلمية في الأزهر وفي السعودية، وترك وراءه رصيدًا ضخمًا من المؤلفات والتحقيقات تجاوزت العشرين كتابًا، أبرزها:

  • الهجرة النبوية المباركة: دراسة تحليلية موثقة
  • عوامل الهدم والبناء في المجتمع الإسلامي
  • قطوف من الأدب النبوي
  • تحقيق صيد الخاطر لابن الجوزي والرعاية لحقوق الله للحارث المحاسبي

كما ترك إنتاجًا دعويًا وإعلاميًا واسعًا من المحاضرات والخطب والأشرطة التي لاقت رواجًا بين جمهور الصحوة الإسلامية في مصر وخارجها.
 

جماعة الإخوان المسلمين
كانت سنوات الدراسة الجامعية في الثمانينيات منطلقًا لانخراط البر في صفوف الحركة الإسلامية، إذ تأثر بأفكار جماعة الإخوان المسلمين، وانضم إليها ليصبح أحد أبرز وجوهها الفقهية والشرعية.
في عام 1995 انتُخب عضوًا في مجلس إدارة جمعية جبهة علماء الأزهر، كما انضم إلى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ثم صعد داخل جماعة الإخوان ليصبح عضوًا في مجلس الشورى العام ممثلًا عن الدقهلية، قبل أن يُنتخب عام 2009 عضوًا في مكتب الإرشاد.
 

المنهج الدعوي والفكري
يصف البر نفسه بأنه امتداد علمي وفكري للشيخ يوسف القرضاوي، متأثرًا بالمدرسة التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة.
استلهم فكره من رموز النهضة الإسلامية الحديثة مثل محمد عبده، ورشيد رضا، وحسن البنا، وأبو الأعلى المودودي، وأبو الحسن الندوي، ومحمد الغزالي، معتبرًا أن نهضة الأمة لا تكتمل إلا بالتجديد المستنير المرتبط بجذور التراث الإسلامي.
 

المحنة والاضطهاد
لم يكن مسار البر خاليًا من العواصف، فقد مثلت أحداث ما بعد الثالث من يوليو 2013 منعطفًا قاسيًا في حياته.

في أبريل 2014 قررت جامعة الأزهر فصله من منصبه كأستاذ في كلية أصول الدين.

طالت الإجراءات العقابية أسرته، حيث فُصلت ابنته عائشة من كلية الصيدلة، كما اعتُقلت لاحقًا مع أحد أشقائها.

في عام 2015 أُلقي القبض على البر بمدينة 6 أكتوبر، وواجه محاكمة عسكرية انتهت بالحكم عليه بالإعدام في قضية فض اعتصام رابعة، وهو حكم أيدته محكمة النقض، ليصبح واحدًا من أبرز رموز الجماعة خلف القضبان.

 

أنشطة أخرى وحضور عالمي
إلى جانب نشاطه العلمي والسياسي، أسس البر عددًا من المبادرات الاجتماعية في قريته، منها لجنة للزكاة، ولجنة لكفالة الأيتام، والمجمع الإسلامي في سنبخت.
كما جاب عددًا من الدول، أبرزها الولايات المتحدة وإيطاليا، حيث ألقى محاضرات ودورات علمية في مراكز إسلامية عدة.

وثائقي | العالم والمُحَدث د.عبدالرحمن البر
https://youtu.be/uVOsbxi1FsM?si=ssOB3E1a-_py2zH0

واجب الأمة نحوالأقصى وفلسطين
https://youtu.be/bp4AG7i895I?si=FjCSqQbdK-V2EfUw

القدس قضيتنا الكبرى
https://youtu.be/k8nF9Mq62kE?si=q3pYdLOjachYaywf

الرسول القدوة ووحدة الأمة
https://youtu.be/RwQNUcW8Kic?si=KMgph416NyIG1-pA