أكد الصحفي والناشط المصري "أدهم حسنين" في تصريحات نارية أثارت تفاعلاً واسعًا، أن ما يحدث اليوم في قطاع غزة من تدمير وتجويع وقتل جماعي، ليس سوى النتيجة الطبيعية لمسار سياسي بدأ بانقلاب 3 يوليو 2013 في مصر.

وقال حسنين إن "إسرائيل اليوم تحصد ما زرعته منذ ذلك اليوم الأسود، حين جرى إسقاط أول رئيس مدني منتخب لأنه لم يكن تابعًا للمحور الصهيوني الأمريكي"، واصفًا ما جرى في ذلك التاريخ بأنه "انقلاب استراتيجي على روح المنطقة بأكملها، على مشروع المقاومة والتحرر، وعلى كل ما يشكّل خطرًا وجوديًا على أمن إسرائيل".

وأضاف أن ما تم منذ 2013 لم يكن سوى تدشين لمرحلة جديدة "تحوّلت فيها المعابر إلى أدوات حصار بأيدٍ عربية"، مشيرًا إلى أن "غزة لم تُفتح منذ ذلك الحين إلا لتُخنق، ولم تُدار حدودها إلا كسلاح في يد الاحتلال بزيّ رسمي عربي".

 

صرخة ضد الصمت: من أنس حبيب إلى محاصرة سفارة الأردن

وتحدّث حسنين عن تحركه الأخير بمحاصرة السفارة الأردنية في لاهاي احتجاجًا على موقف عمان من مجازر غزة، قائلًا إن تلك الخطوة لم تكن عفوية أو رمزية، بل "صرخة احتجاج مدروسة، نابعة من شعور بالمسؤولية الأخلاقية تجاه المجازر التي تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني وسط صمت عربي مطبق".

واستوحى حسنين هذه الخطوة من الناشط أنس حبيب الذي أغلق سفارة مصر في هولندا، معتبرًا أن "من يملك القدرة على التحرك ولا يفعل، شريك في الجريمة"، ومؤكدًا أن الرسالة التي أراد إيصالها هي "أن هناك من لا يزال يقول لا، حتى إن كان وحيدًا".

 

"أبو عبيدة أقام الحُجّة": لحظة تحول داخلية

وتوقّف حسنين عند خطاب المتحدث باسم كتائب القسام "أبو عبيدة"، واصفًا إياه بلحظة مفصلية أجبرت الكثيرين على مراجعة مواقفهم، قائلًا: "هذا الخطاب أقام الحُجّة على الحكام والنخب والعلماء. جعل كل من بقي متفرجًا في موقع المساءلة الأخلاقية والروحية".

وأضاف: "حين شاهدت أناسًا بأيديهم مفاتيح الحصار يكتفون بالصمت، شعرت أن السكوت لم يعد ممكنًا. كان لا بد من أن أقول شيئًا، أن أفعل شيئًا، ولو كان بسيطًا. وأقل ما أملكه هو أن أقول لا".

 

"سفارات لا تمثل شعوبها": الأنظمة وكلاء الاحتلال

وردًا على من انتقدوا استهداف السفارات العربية بدلًا من الإسرائيلية، شدد حسنين على أن "هذه السفارات لم تعد تمثل شعوبها، بل تمثل مصالح الاحتلال، تنفّذ تعليمات تل أبيب بأوامر مكتوبة باللغة العربية"، متابعًا: "نحن لا نغلق سفارة بقدر ما نفتح نافذة على الخيانة".

وانتقد بشدة الموقفين الرسميين المصري والأردني، قائلاً: "مصر تُغلق معبر رفح أمام الغذاء والدواء والوقود، وتنفذ تعليمات تل أبيب بدقة، بينما تروّج عمّان لنفسها كداعم لغزة وهي من أوائل الموقّعين على وادي عربة، وتُمارس شراكة صامتة في الجريمة".

 

حرية في المنفى.. وخوف في الوطن

وفي تعليق على ردود الفعل تجاه تحركاته، قال حسنين إن "التفاعل الشعبي كان مبشرًا، وأعاد التأكيد بأن النبض لا يزال حيًا في جسد الأمة"، مؤكدًا أنه لم يواجه أي مضايقات أمنية لأنه يعيش في "دولة من دول العالم الأول حيث تُصان حرية التعبير، بعكس ما يجري في العالم العربي من قمع وترهيب".

 

"لا تمثلنا": أنظمة فقدت شرعيتها وكرامتها

وهاجم حسنين بشدة الأنظمة الحاكمة في بعض الدول العربية، واصفًا إياها بـ"الدمى التي تحركها واشنطن وتل أبيب"، مضيفًا: "هؤلاء ليسوا قادة، بل موظفون بلا شرف سياسي أو قرار سيادي. مسرح للعرائس تحكمه أيادي الاحتلال".

وأكد أن من يخون غزة اليوم، "يكتب اسمه في سجل العار الأبدي"، داعيًا الشعوب إلى "كسر حاجز الصمت والانخراط في موجة غضب عربية وإسلامية لا تُبقي ولا تذر".

الفيديو:

https://www.instagram.com/reel/DMkouZWMoSV