في خطوة يستجدي بها قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي رضى محمد بن سلمان بعد توترات شهدتها العلاقات بين مصر والسعودية، قرر السيسي التفريط في مساحة تتجاوز نصف مليون متر مربع، من أفضل الأماكن بالقاهرة الجديدة وحرمان الفقراء من الاستمتاع بأملاكهم وأصولهم.

أعلنت شركة "ميدار" للاستثمار والتنمية العمرانية، المطور العام لمدن "مستقبل سيتي" و"مدى" بالقاهرة الجديدة، عن توقيع اتفاقية شراكة جديدة مع شركة "أدير إنترناشيونال" التابعة لمجموعة "سمو القابضة" السعودية، لتطوير مشروع متعدد الاستخدامات بمدينة "مستقبل سيتي" وفق نظام اقتسام الإيرادات، باستثمارات إجمالية تبلغ نحو 70 مليار جنيه، وعلى مساحة تتجاوز نصف مليون متر مربع.

وتوقع تحالف سعودي مصري، أن يحقق المشروع الذي أطلق عليه "البوليفارد" التجاري الإداري، الواقع في مدينة "مستقبل سيتي" ، والذي تم إطلاقه أمس، إيرادات بنحو 100 مليار جنيه ، أي أن السعوديين سيجنون أكثر مما دفعوه.

وتأسست شركة "ميدار"، المطور العام لمدينة "مستقبل سيتي"، في عام 2006 لتطوير محفظة أراضٍ مساحتها حوالي 11 ألف فدان بمنطقة شرق القاهرة قرب العاصمة الإدارية، ويضم هيكل المساهمين 5 كيانات حكومية، وفقاً للموقع الإلكتروني للشركة.

ومحفظة الأراضي التي تمتلكها "ميدار" تتجاوز 11 ألف فدان، 5200 فدان في "مستقبل سيتي"، و5800 ألف فدان في "مدينة مدى"، وعبر عن تطلعه لضم أرضٍ شاطئية تقوم الشركة بتزويدها ببنية تحتية راقية تجذب المستثمرين لإقامة مشاريع عليها.

أطلقت "ميدار" مشروع "مدى" في عام 2024، ويستهدف استيعاب 500 ألف نسمة، باستثمارات يُتوقع أن تصل إلى 14 مليار دولار.

وتستقطب "مدى" اهتماماً متزايداً من المستثمرين المصريين والخليجيين، وتسعى شركات عقارية كبرى من بينها "إعمار العقارية"، "وسمو القابضة"، و"ماجد الفطيم"، و"سوديك" للتعاقد على تطوير مشاريع سكنية وإدارية وتجارية وفندقية بالمشاركة مع "ميدار".

 

تذليل التوترات

شهدت الدوائر السياسية والإعلامية بين السيسي وبن سلمان تساؤلاتٍ عديدة حول غياب تبادل التهاني الرسمية بين الاثنين بداية من عام 2025.

وتصاعدت أحاديث شعبية وتناثرت تفسيرات من قبل مصريين في جلساتهم أو عبر تفاعلهم على "السوشيال ميديا"، دار معظمها حول قراءات في زيارة ترمب للدول الثلاث، وعدم ورود أو تجنب أو تجاهل ذكر مصر في تلك الزيارة التاريخية، سياسياً واقتصادياً وأمنياً.

حفلت منصات الـ"سوشيال ميديا" بكم هائل من القراءات والتكهنات.

ورغم أن السمة الغالبة في ذلك الحراك كانت تساؤلات عن وجود فجوة أو جفاء أو خلاف بين مصر من جهة، والدول التي زارها ترمب، لا سيما السعودية من جهة أخرى، فإن الأسئلة وكذلك الإجابات عكست كحال "السوشيال ميديا" دائماً توجهات وأيديولوجيات وأغراضاً مختلفة.

 

الاستحواذ السعودي

تُعدالمملكة ثالث أكبر كيان دولي يستولي على أصول المصريين وممتلكاتهم وبلغ إجمالي حجم الأصول التي استولت عليها الرياض في مصر حتى وقت قريب نحو 50 مليار دولار.

وبخلاف الأراضي والعقارات التي استولت عليها المملكة فبلغ عدد الشركات السعودية العاملة في مصر الـ 800 شركة، بإجمالي استثمارات بلغت نحو 34 مليار دولار.

ويوجد أكثر من 13 شركة سعودية كبرى تعمل في أنشطة متنوعة داخل القطاع الزراعي المصري، تشمل الإنتاج الحيواني والداجني، وصناعة الألبان، وكذلك إنتاج الأعلاف والأدوية البيطرية.

وتشير بيانات البنك المركزي المصري إلى أن للسعودية ودائع طويلة الأجل لدى البنك بقيمة 5.3 مليارات دولار اعتبارا من 31 ديسمبر 2023.