اعتقلت السلطات السعودية معتمرًا مصريًا في باحة الحرم المكي، بعد أن رفع علم فلسطين إلى جوار الكعبة الشريفة، وناشد بصوت مرتفع لرفع الحصار عن قطاع غزة، وإنهاء المجاعة التي يعيشها الفلسطينيون تحت وطأة الحرب الإسرائيلية المستمرة.
ووثّق مقطع فيديو متداول اللحظات التي سبقت الاعتقال، حيث ظهر المعتمر وهو يصرخ "وا إسلاماه!" بصوتٍ مرتفع، داعيًا العالم الإسلامي إلى التحرك لإنقاذ الأبرياء من المجاعة والقصف في غزة، وسط تجاهل دولي لما وصفه بـ"حرب الإبادة الجماعية" التي تنفذها إسرائيل في القطاع.
لم تمضِ سوى لحظات على مناشدته حتى اقترب منه اثنان من عناصر أمن الحرم، وقاما باقتياده خارج باحة الطواف، وسط خوف من الحجاج والمعتمرين المتواجدين في المكان.
انتقادات حقوقية
من جانبه، أدان "مرصد انتهاكات الحج والعمرة" هذه الحادثة، معتبرًا أن اعتقال المعتمر المصري يمثل "إجراءً قمعيًا غير مبرر"، وتضييقًا على الحريات الأساسية للمسلمين حتى في أكثر الأماكن قدسية.
وأضاف المرصد أن هذه السياسات تخالف مبادئ حقوق الإنسان والقانون الدولي، الذي يكفل الحق في التعبير والتضامن السلمي، لا سيما عندما يتعلق الأمر بقضايا إنسانية بحتة، مثل الدعوة لإنقاذ المدنيين من الحرب والجوع.
وأكد المرصد في بيانه أن "حماية قاصدي البيت الحرام مسؤولية تقع على عاتق السلطات السعودية، ويجب ألا تستخدم تلك الحماية كذريعة لقمع الأصوات الحرة أو منع التعبير عن القضايا العادلة بطريقة سلمية".
تفاعل واسع
الواقعة أثارت تفاعلًا واسعًا بين النشطاء والمغردين الذين عبّروا عن تضامنهم مع المعتمر، واعتبروا أن صوته عبّر عن مشاعر ملايين المسلمين الغاضبين من المجازر المرتكبة في غزة، والساخطين على الصمت الرسمي العربي والإسلامي.
كما تساءل كثيرون: كيف تُجرَّم صرخة لإنقاذ شعب محاصر داخل أطهر بقاع الأرض؟ وهل تحوّلت القيم الروحية للحج والعمرة إلى مساحة خالية من أي ضمير سياسي أو إنساني، حتى في ظل الكوارث الكبرى التي يواجهها المسلمون في فلسطين وسواها؟
شاهد
https://www.youtube.com/watch?v=c-dpRqlKqcw
https://www.instagram.com/reel/DMkxi-at9wc