هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بإعادة ضرب المنشآت النووية الإيرانية، مؤكدًا أن بلاده "لن تتردد في توجيه ضربة جديدة إذا اقتضى الأمر"، وذلك في منشور على منصته الخاصة "تروث سوشيال".

وجاء تهديد ترامب ردا على تصريحات أدلى بها عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الأميركية، والتي شدد فيها على أن إيران لن تتخلى عن تخصيب اليورانيوم رغم "الأضرار الكبيرة" التي لحقت ببرنامجها النووي إثر الضربات الجوية الأميركية التي نُفذت في يونيو الماضي.

وأكد عراقجي أن البرنامج النووي الإيراني "أكثر تعقيدًا ومتانة مما تتخيل واشنطن"، مضيفًا أن طهران مستعدة للدخول في مفاوضات دبلوماسية غير مباشرة، لكنها "لن تساوم على حقها في تخصيب اليورانيوم".

وبينما جدد ترامب في منشوره التأكيد على أن الضربات التي نُفذت في عهده "دمرت تمامًا" المنشآت النووية الإيرانية، فإن مصادر استخبارية أميركية رسمية نقلت تقديرًا مغايرًا، مفاده أن تلك الضربات لم تُدمّر البنية التحتية بشكل كامل، بل أدت فقط إلى "تأخير مؤقت" في البرنامج النووي الإيراني، يُقدّر بعدة أشهر.

ويثير هذا التباين في الروايات الرسمية تساؤلات حول فعالية الخيار العسكري في التعامل مع الملف النووي الإيراني، ومدى واقعية التصريحات السياسية التي غالبًا ما تصطدم بتقارير أجهزة الاستخبارات والتقييمات العسكرية.

 

ردود فعل دولية ودبلوماسية متوقعة
تهديدات ترامب، التي تأتي بالتزامن مع انفتاح نسبي من طهران على مسارات تفاوضية، قد تُعقّد جهود الوساطة التي تقوم بها أطراف دولية، من بينها الاتحاد الأوروبي وقطر، بهدف إعادة إحياء الاتفاق النووي المُجمد.

وفي حال تصاعدت هذه التهديدات إلى خطوات عملية، فإن المنطقة قد تشهد موجة جديدة من التوترات، لا سيما في ظل تأكيد طهران أنها لن تبقى مكتوفة الأيدي حال تعرضت منشآتها النووية لضربات جديدة.