اعتبرت الكاتبة المصرية داليا زيادة أن شبه جزيرة سيناء تشكّل نقطة ضعف مزمنة في الأمن القومي المصري، كونها منطقة تقع على تخوم الفوضى الإقليمية والاضطراب الداخلي.

في نظر المصريين، سواء في الحكومة أو بين العامة، لا تُعدّ سيناء مجرد رقعة جغرافية، بل مصدر قلق استراتيجي دائم، خصوصًا في ظل تداعيات الحرب المستمرة في غزة.

أوضحت الكاتبة في مقال نشره موقع جيروزاليم بوست أن المخاوف المصرية لا تنبع من الحرب نفسها، بل من آثارها الجانبية:

  • احتمال تدفق اللاجئين من غزة
  • تصاعد التطرف بين المتعاطفين مع حماس
  • اضطراب الترتيبات الأمنية الهشة في سيناء
  • تهديد قناة السويس، أحد أهم مصادر العملة الصعبة.
     

سيناء في سياق أزمة غزة
تشعر قطاعات واسعة من المصريين بمزيج معقّد من العاطفة والرفض تجاه الفلسطينيين، بفعل عقود من الخطاب القومي العربي والتقارب الديني، مما عزز إحساسًا ثقافيًا وسياسيًا بالارتباط مع غزة.

ومع ذلك، يرفض كثيرون فتح الحدود أمام اللاجئين الفلسطينيين، خشية من تصدير الأزمة إلى الداخل.

تنبع هذه المفارقة، حسب الكاتبة، من ازدواج نفسي لا من نفاق سياسي.

غالبًا ما يرى المصريون أن الديكتاتور الراحل أنور السادات أحسن صنعا بتخليه عن غزة في اتفاقية السلام عام 1979، تجنبًا لتحويل القضية الفلسطينية إلى عبء داخلي.

يعزز هذا الموقف الخوف من تكرار تجارب سابقة في الأردن ولبنان، حيث تسببت موجات لجوء فلسطيني في أزمات أمنية طويلة الأمد.

ترى المؤسسات الأمنية المصرية غزة كمصدر تهديد مباشر.

ومنذ سيطرة حماس على القطاع عام 2006، وارتباطها بجماعة الإخوان المسلمين، صنفت القاهرة غزة كمنطقة حاضنة للتطرف وتهريب الأسلحة والعناصر الإرهابية.

بين عامي 2013 و2015، تعاونت مصر مع إسرائيل في مواجهة خلايا إرهابية زرعتها حماس والجهاد الإسلامي في سيناء.
 

التعزيز العسكري المصري في سيناء
بدأ الجيش المصري في تعزيز وجوده بسيناء منذ عام 2014، بهدف فرض الاستقرار وإعادة دمج المنطقة في الجسد الوطني.

في عام 2018، أعلن رئيس أركان القوات المسلحة نشر 88 كتيبة تضم أكثر من 42 ألف جندي.

وفي 2024، نقلت مصر وحدات إضافية من الجيشين الثاني والثالث الميداني إلى المنطقة.
 

التعاون الأمني بين مصر وإسرائيل
رغم التوتر السياسي الظاهري، يحافظ البلدان على تعاون وثيق في ملفات الأمن الحدودي ومكافحة الإرهاب، خاصة في سيناء.

تتيح الشراكة الاستخباراتية والآليات المشتركة لمراقبة الحدود قدرًا من الاستقرار يصعب الاستغناء عنه.

لكن منذ هجمات السابع من أكتوبر، أثارت بعض السياسات المصرية، بما في ذلك ما يُعتبر تعاطفًا مع حماس أو حشدًا عسكريًا مفاجئًا، قلقًا في تل أبيب وواشنطن.

وتزداد المخاوف الأمريكية من توسع التعاون العسكري بين مصر والصين، لما يمثله من تحدٍ للنفوذ الأمريكي في المنطقة.

مع ذلك، لا ترى الكاتبة أي مصلحة لأي من الطرفين في مواجهة مباشرة.

تعتمد العقيدة العسكرية المصرية على الدفاع فقط، ولم تبادر يومًا بشن حرب على إسرائيل، ولا تنوي فعل ذلك الآن.

كما لا تملك إسرائيل دافعًا لفتح جبهة جديدة قد تضر بجهودها لتطبيع العلاقات مع دول الخليج.
 

https://www.jpost.com/opinion/article-861718