انطلقت صباح اليوم الاثنين المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب، وسط ملاحظة ضعف الإقبال في عدد كبير من لجان الاقتراع، لا سيما في الساعات الأولى من فتح الصناديق، بالتزامن مع انسحاب مفاجئ لإحدى النائبات من السباق الانتخابي، ما أضفى أجواء من الجدل على أول أيام التصويت.

 

وتُجرى المرحلة الأولى من الانتخابات على مدار يومي الاثنين والثلاثاء 10 و11 نوفمبر الجاري، في 14 محافظة تشمل: الجيزة، الفيوم، بني سويف، المنيا، أسيوط، الوادي الجديد، سوهاج، قنا، الأقصر، أسوان، البحر الأحمر، الإسكندرية، البحيرة، ومرسى مطروح.

 

وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها في تمام الساعة التاسعة صباحاً، وتستمر عملية التصويت حتى التاسعة مساءً، وتشمل هذه المرحلة 70 دائرة انتخابية يتنافس فيها 1281 مرشحاً على المقاعد المخصصة للنظامين الفردي والقوائم.

 

ضعف الإقبال رغم الدعوات للمشاركة

 

ورغم دعوات الهيئة الوطنية للانتخابات للمواطنين بالنزول إلى اللجان، فإن تقارير من عدة محافظات أشارت إلى ضعف الإقبال خلال الساعات الأولى من اليوم الانتخابي.

 

مراقبون عزوا ضعف الإقبال إلى "حالة الفتور السياسي" التي تسود المشهد الانتخابي منذ عدة دورات، إضافة إلى غياب المنافسة القوية في بعض الدوائر التي يهيمن عليها مرشحون معروفون بانتمائهم لأحزاب موالية للسلطة أو أصحاب نفوذ محلي.

 

انسحاب مفاجئ يثير التساؤلات

 

في تطور لافت، أعلنت النائبة نشوى الديب، عضو مجلس النواب عن دائرة إمبابة بمحافظة الجيزة، انسحابها المفاجئ من السباق الانتخابي، تزامناً مع فتح لجان الاقتراع صباح اليوم.

 

وقالت النائبة: "دخلتُ هذه الانتخابات مؤمنة بروح الجمهورية الجديدة ومتحلية بروح المنافسة الشريفة، إلا أنّ ما شهدته من مخالفات واضحة، وغياب لمعايير النزاهة والشفافية، وعدم تكافؤ الفرص بين المرشحين، يجعل من الاستمرار في هذه العملية أمراً لا يتفق مع قناعاتي ولا مع المبادئ التي أؤمن بها".

 

وأضافت الديب أنّ قرارها يأتي "دفاعاً عن قيم الديمقراطية الحقيقية، وعن حق المواطن في اختيار حر ونزيه، بما يتسق مع روح الجمهورية الجديدة التي نطمح إليها جميعاً".

 

ردود فعل وتكتم رسمي

 

قرار الانسحاب أثار تفاعلاً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية، واعتبره مراقبون "رسالة احتجاج ضمنية" على سير العملية الانتخابية. في المقابل، التزمت الهيئة الوطنية للانتخابات الصمت ولم تصدر تعليقاً رسمياً بشأن الواقعة حتى الآن.

 

فيما يرى آخرون أن توقيت الانسحاب، مع بداية التصويت، قد يربك المشهد الانتخابي، خصوصاً أن اسم النائبة كان مدرجاً على بطاقات الاقتراع بالفعل، ما يطرح تساؤلات حول كيفية تعامل اللجنة الانتخابية مع الأصوات التي قد تذهب إليها رغم انسحابها.